الخط : إستمع للمقال أصبح الحصول على نوم هادئ ومريح تحديا يوميا لدى الكثيرين، بفعل ضغوط الحياة العصرية، والانشغال المتواصل بالأجهزة الإلكترونية، والضوضاء المحيطة، والتلوث الضوئي، وكلها عوامل تؤثر بشكل مباشر على الساعة البيولوجية وتربك توازن الجسم. وبينما ينام بعض الأشخاص بسهولة، يجد آخرون صعوبة في الإغفاء ويقضون ساعات طويلة في التقلب دون أن يغمض لهم جفن. وتوضح جمعية القلب الأميركية أن جودة النوم لا تقاس بعدد الساعات فقط، بل تتعلق بمرور الجسم بمراحل النوم المختلفة، لاسيما مرحلة "حركة العين السريعة" ومرحلة "عدم حركة العين السريعة"، حيث تلعب الأولى دورا أساسيا في دعم الجهاز العصبي، والوقاية من التدهور المعرفي وأمراض الخرف. يُنصح البالغون بالنوم ما بين 7 و9 ساعات يوميا، لكن الإحصاءات تكشف أن ثلثهم لا يحققون هذا المعدل، وخاصة كبار السن، الذين يعانون غالبا من نوم خفيف ومتقطع، ويستيقظون باكرا، ما يدفعهم لتعويض النقص بقيلولة نهارية، وفق ما تؤكده الطبيبة ميشيل دريروب من "كليفلاند كلينك". قلة النوم لا تنعكس فقط على الشعور بالتعب خلال النهار، بل ترتبط بمشكلات صحية خطيرة مثل الاكتئاب، وارتفاع ضغط الدم، والصداع النصفي، وضعف جهاز المناعة، كما تشير أبحاث من جامعتي هارفارد وجونز هوبكنز إلى أن الحرمان المزمن من النوم يزيد من احتمالات الإصابة بالسمنة، وأمراض القلب، والسكري من النوع الثاني، ويؤثر أيضا على صحة الدماغ، بما في ذلك خطر الإصابة بمرض الزهايمر. ولتفادي هذه الآثار، يوصي الخبراء باتباع مجموعة من العادات الصحية التي يمكن أن تُحدث فرقا كبيرا، أبرزها ممارسة التمارين الرياضية في الصباح الباكر، للمساعدة على تنظيم الإيقاع البيولوجي. كما يُنصح بتحديد وقت ثابت للنوم والاستيقاظ يوميا، وتجنب استخدام الشاشات الإلكترونية قبل النوم بنحو نصف ساعة، بسبب تأثير الأضواء الزرقاء على إفراز هرمون "الميلاتونين"، المسؤول عن النعاس. كما أن تهيئة بيئة مناسبة للنوم لها دور أساسي، إذ يُفضل أن تكون الغرفة هادئة وباردة، بحرارة تقارب 18 درجة مئوية، مع تجنّب الكافيين بعد الظهيرة، والابتعاد عن النيكوتين في المساء. ورغم بساطة هذه التوصيات، إلا أن التحدي الحقيقي يكمن في الالتزام بها بانتظام، حتى يصبح النوم الجيد عادة راسخة تُثمر في تحسين الصحة العامة، وتزيد من صفاء الذهن، وجودة الحياة. الوسوم الرياضة جمعية القلب الأميركية قلة النوم