الخط : إستمع للمقال يتجلى مشروع ميناء الداخلة الأطلسي كصرح استراتيجي يجسد طموحا ملكيا راسخا، ويُعد هذا الميناء، من بين أضخم مشاريع البنية التحتية الجاري تنفيذها في الأقاليم الجنوبية، انعكاسا للرؤية المتبصرة للملك محمد السادس التي تستهدف تعزيز موقع المغرب كقوة اقتصادية إقليمية، وبوابة محورية تربط المملكة بعمقها الإفريقي ومحيطها الدولي. ويندرج هذا المشروع ضمن استراتيجية وطنية متكاملة تروم تحويل الواجهة الأطلسية للمملكة إلى محور لوجستي وتنموي حيوي، يسهم بفعالية في تحقيق الاندماج الاقتصادي القاري، ودعم الازدهار المشترك، وتوسيع آفاق الانفتاح المغربي على الشراكات الدولية الواعدة. ويأتي هذا الميناء ليُضاف إلى قائمة المشاريع البحرية الكبرى في المملكة، مثل ميناء طنجة المتوسط الذي يعتبر محورا عالميا للتجارة، وميناء الناظور غرب المتوسط، ليُشكلوا معا شبكة لوجستية متكاملة تضع المغرب في قلب الطرق التجارية العالمية. ويُشكل ميناء الداخلة الأطلسي، الذي تُقدر نسبة تقدم أشغاله بحوالي 40%، جزءا أساسيا من النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، باعتباره رافعة للتحول الاقتصادي والاجتماعي، وينسجم تماما مع الرؤية الملكية لتنمية الواجهة الأطلسية للمملكة، وتعزيز روابط التعاون مع الدول الأفريقية، وأشارت إلى أن الأشغال البحرية، بما في ذلك الجسر البحري الذي يبلغ طوله 1.3 كيلومتر، تتقدم بخطى ثابتة، مع التركيز على استخدام أفضل المعايير الدولية في الجودة. وباستثمار إجمالي يناهز 12.65 مليار درهم، تم تصميم الميناء لاستيعاب حركة مرور سنوية تصل إلى 35 مليون طن، مع قدرته على التعامل مع مختلف أنواع البضائع، من الحاويات إلى الصيد البحري، وحتى إصلاح السفن، والأهم من ذلك، يتوقع أن يلعب الميناء دورا محوريا في تصدير الهيدروجين الأخضر، مما يجعله عنصرا أساسيا في استراتيجية المغرب للانتقال الطاقي. بالإضافة إلى دوره اللوجستي، يُعد الميناء عامل تسريع للتنمية المحلية، حيث تم خلق أكثر من 2500 فرصة عمل مباشرة حتى الآن، مع توقعات بخلق آلاف أخرى بفضل المنطقة الصناعية واللوجستية المندمجة التي تبلغ مساحتها 1650 هكتارا، والمخصصة لاستقبال مشاريع في مجالات واعدة كالفلاحة الصناعية والطاقات المتجددة. ويتبنى المشروع مقاربة بيئية شاملة، تهدف إلى تقليل البصمة الكربونية وإعادة تدوير المواد، واستخدام الطاقة الشمسية لتشغيل المنشآت. ومع استمرار العمل بكل جدية، يكرس ميناء الداخلة الأطلسي نفسه كبنية تحتية استراتيجية رائدة، تُعيد رسم الخريطة الاقتصادية لجنوب المملكة، وتجسد التزام المغرب بالعمل من أجل مستقبل مترابط ومندمج بشكل كامل ضمن محيطه الأفريقي والدولي. الوسوم اقتصاد المغرب ميناء الداخلة الأطلسي