في مثل هذا اليوم، السابع من أبريل سنة 1956، تم اعلان انسحاب الاستعمار الاسباني من شمال المغرب، وبذلك استكمل المغرب وحدته الترابية في الشمال، لتتوج هذه الجهود بإعلان استقلاله التام يوم 18 نونبر 1956. وزار المغفور له الملك الراحل محمد الخامس في التاسع من أبريل سنة 1956 مدينة طنجة، ليزف منها بشرى استقلال الأقاليم الشمالية وتوحيد شمال المملكة بجنوبها. وقد كان جلالته عائدا من اسبانيا بعد أن أجرى مع القادة الإسبان مفاوضات تهم استكمال الوحدة الترابية للمملكة والتي توجت بالتوقيع على معاهدة 7 أبريل 1956 التي تعترف بموجبها دولة إسبانيا باستقلال المغرب وسيادته التامة على كافة أجزائه. وهكذا، ألقى جلالة المغفور له محمد الخامس خطابا تاريخيا وسط ما يفوق 200 ألف مواطن من سكان مدينة تطوان استهله بقوله "وبالأمس عدنا من ديار فرنسا ووجهتنا عاصمة مملكتنا، رباط الفتح لنزف منها إلى رعايانا بشائر الاستقلال. واليوم نعود من رحلتنا من الديار الاسبانية ووجهتنا تطوان قاعدة نواحي مملكتنا في الشمال وتحت سماء هذه المدينة قصدنا أن يرن صوت الإعلان بوحدة التراب إلى رعايانا في جميع أنحاء المملكة، وذلك رمزا إلى تتميم هذه الوحدة وتثبيتها في الحال". وقد بدأت فصول الحماية الفرنسية الإسبانية على المغرب في 1907 حين بعثت فرنسا بجيشها إلى الدارالبيضاء في غشت 1907 وانتهى الأمر بالسلطان إلى قبول معاهدة الحماية في 30 مارس 1912. وأصبحت لإسبانيا مناطق نفوذ في شمال المغرب وجنوبه، وفي 1925 أصبحت طنجة منطقة دولية بعد إقرار اتفاقية باريس، أما باقي المناطق بالمغرب فقد كانت تحت سيطرة فرنسا. وبين 1920 إلى 1927 اندلعت ثورة الريف في الشمال بقيادة عبد الكريم الخطابي، وبدأت المقاومة، في الجبال وفي المدن من أجل دحر المستعمر الاسباني. وفي 18 نوفمبر عام 1927، تربع السلطان محمد الخامس على عرش المغرب. وفي عهده خاض المغرب المعركة الحاسمة من أجل الاستقلال عن الحماية الفرنسية. وفي 11 يناير 1944 تم تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال وإنهاء الحماية واسترجاع وحدة المغرب الترابية وسيادته الوطنية الكاملة. وفي 9 أبريل 1947 زار محمد الخامس مدينة طنجة حيث ألقى بها خطابه التاريخي الذي أدى إلى تصعيد المقاومة لإنهاء الحماية في 20 غشت 1953 ونفي وأسرته إلى مدغشقر واندلعت بالمغرب ما يعرف بثورة الملك والشعب. وفي 16 نوفمبر 1955 عاد محمد الخامس من المنفى. وفي 2 مارس 1956 اعترفت الحكومة الفرنسية باستقلال المملكة المغربية في التصريح المشترك الموقع بين محمد الخامس والحكومة الفرنسية. وبتاريخ 7 أبريل 1956 تم التوقيع مع إسبانيا على اتفاقيات تم بموجبها استرجاع المغرب لأراضيه في الشمال، وفي 1958 استرجع المغرب إقليم طرفاية من الاحتلال الإسباني وتم إلغاء تدويل طنجة. وعلى نهج المغفور له محمد الخامس ,ومن بعده الملك الراحل الحسن الثاني، يشهد المغرب في الوقت الراهن في عهد الملك محمد السادس، العديد من الأوراش التنموية والإصلاحات الكبرى التي همت مختلف المجالات، والتي تعززت من خلال الإصلاح الدستوري لسنة 2011، والذي شكل منعطفا جديدا لاستكمال البناء المؤسساتي وترسيخ آليات الحكامة الجيدة والذيمقراطية التشاركية.