يحتفل الشعب المغربي اليوم الاثنين 6 نونبر، بالذكرى الثانية والأربعين للمسيرة الخضراء، التي وافقت نفس التاريخ من العام 1975، والتي شهدت تحرك أزيد من 350 ألف شخص، بقلوب مفعمة بحب الوطن والإيمان، صوب الأقاليم الصحراوية المغربية لاسترجاعها من أيدي الاحتلال الاسباني تلبية لنداء الملك الراحل الحسن الثاني. المسار إلى الأقاليم الصحراوية المغربية لم يكن سهلا في السبعينيات، حيث واجهت المتطوعين الكثير من الصعاب، ما زال كثيرون يتحدثون اليوم عن بعض تفاصيلها ممن عاشوها. عبد الهادي الغندومي، الكاتب العام للمجلس السامي لمتطوعي المسيرة الخضراء، فرع عمالة الفداء درب السلطان الدارالبيضاء، يسرد بعض التفاصيل الغريبة والممتعة التي رافقت الحدث الوطني الأبرز في تاريخ المغرب، ومنها ندرة الماء التي جعلت من كأس الماء يساوي كأس ذهب. وينقل الغندومي تفاصيل انقطاع ماء الشرب عن المسيرة ليوم واحد، وهو ما جعل هذه المادة الحيوية تتحول إلى عملة نادرة، قبل أن تحضر القوات المساعدة والدرك الملكي الماء، لتعود الحياة من جديد للمخيمات التي تم وضعها بشاطئ طرفاية. ويضيف المتحدث في حوار هاتفي أجراه معه “برلمان.كوم“، تفاصيل دقيقة عن رحلة المسيرة حيث كانت “مشقة الطريق تمر دون أن يحس بها المتطوعون، فالمشي على الأقدام تم بدون الشعور بالتعب، والحماس كان يعتري الجميع، لدرجة أننا لم نعد نعرف معنى الصعوبات، إضافة للأغاني الحماسية وآيات الذكر الحكيم التي لم تفارق الشفاه وساهمت في تلطيف الأجواء”. وبخصوص تنظيم المسيرة، يتابع الغندومي “الدولة وفرت جميع الإحتياجات، التي يمكن أن يحتاج لها المتطوعون.. والمتطوعون استغرقوا شهرا في المسيرة منذ انطلاقهم وحتى رجوعهم.. جلسنا فترة خارج الحدود المغربية، لأننا لم نعرف أننا تجاوزنا الحدود ب 6 كليموترات، حتى قال الحسن الثاني على المسيرة أن تتوقف لأنها تجاوزت الحدود، أنذاك عدنا ورسونا على شاطئ طرفاية، حيث قمنا بنصب مخيمات”. وأضاف “الذهاب إلى الأقاليم الصحراوية استغرق ثلاثة أيام.. فيما استغرقت طريق العودة مدة أقل، لكن تنظيم المسيرة المحكم كان أبرز شيء، ليس من السهل بمكان أن تحصر مقدمة ومؤخرة مسيرة تضم أزيد من 350 ألف شخص”.