نشر أحد المواقع الصغيرة السابحة في عالم الأنترنيت الواسع تصريحات مهينة للشعب المغربي ومؤسساته، أدلى بها المدعو شفيق العمراني وهو في مطار بلجيكا، قبل توقيفه في مطار المغرب بسبب تهم جرمية سابقة متابع بها. وبعيدا عن شخص شفيق العمراني الذي وجه الشتائم لمواطنيه في المغرب، معتبرا إياهم مجرد خراف ترعى لتعود مساء الى الزريبة، ووجه أيضا تساؤلات ونعوت استهزائية لا تليق بالوقار الواجب اتجاه المؤسسة الملكية، فالهدف من تطرقنا للموضوع هو التساؤل المشروع عن سر عدم متابعة الموقع الذي نشر أو أعاد نشر هذه التصريحات داخل الوطن ضدا على القوانين المنظمة للنشر في المغرب. وشرعية سؤالنا الموجود في العنوان تنبع أساسا من تخوفنا من أن يفتح الباب على مصراعيه لإعادة نشرالمقالات المعادية للمغرب وللمغاربة وترويجها داخل الوطن. فالمنابر المناوئة للمغرب، وتلك المعادية لمصالحه منتشرة في الخارج، وتلك التي تقتات على دولارات الغاز الجزائري، أو تلك التي تنتعش بالأفكار المسمومة التي يزرعها المنافسون والمعارضون لمصالح المغرب في دول أخرى، وإعادة نشرها داخل المغرب يعطيها مصداقية ويزيدها تأكيدا، خاصة إذا كانت تحمل بين ثناياها شتما واحتقارا للشعب المغربي ومؤسساته الموقرة. وإذا كانت كل القوانين بما فيها المتعلقة بالصحافة والنشر، تحرم شتم وإهانة المواطنين، فإن الدستور الذي هو أسمى القوانين، منع بشكل قطعي في الفصل 22 "المس بالسلامة الجسدية والمعنوية لأي شخص في أي ظرف ومن قبل أي جهة كانت خاصة أو عامة"، والشتم الحاط بالكرامة يندرج ضمن الإهانات المعنوية التي وجهها المسمى شفيق العمراني للمغاربة، وأعاد نشرها المحامي محمد زيان في بوقه الإلكتروني الذي يبدو انه أصبح انتحاريا بكتاباته ويرفض "الحياة اليومية". وإذا كان الدستور المغربي قد خصص فصلا منفردا وصريحا (الفصل 46) للوقار والاحترام الواجب للملك، فما معنى أن ينعت شخص المؤسسة الملكية بنعوت منتهكة للاحترام وللحرمات، ثم يقوم موقع المحامي الموقوف بإعادة نشرها إمعانا في الانتهاك ومس الحرمات، بل تحديا لكل الأعراف والقيم والنصوص القانونية المعمول بها في المغرب. ودون الحاجة إلى الخوض مجددا في حيثيات الحملات المسعورة التي يشنها محمد زيان حاليا من داخل الوطن ضد المغرب والمغاربة، ندعوه، وهو رجل القانون والمحامي المتمرس،لأن يجيبنا عن بعض الأسئلة الصارخة: ألا يحرم قانون الصحافة المغربي الإخلال بواجب الاحترام للملك والأمراء والأميرات أو المس بالإسلام والنظام الملكي؟ ألا يحرم أيضا نشر الأخبار الزائفة بسوء نية إذا أخلت بالنظام العام ؟ ألا يعتبر إعادة نشر مثل هذه الإهانات والتصريحات تأكيدا للنشر ويعاقب عليه بما يماثل عقوبة النشر؟ وفوق هذا وذاك وانت العارف، يا زيان، بالقوانين الجنائية، الا تعاقب هذه القوانين في نسختها المنقحة لسنة 2016 ووفق الفصل "267.5 كل إخلال بواجب الوقير والاحترام الخاص للملك وهي عقوبات أبقت على السجن والغرامات بوضوح؟ إذن ماذا تريد ايها الرجل؟ ومالذي تسعى إليه من وراء كل هذا الطيش والتحدي الأحمق والسافر؟ وكيف لك أن تعيد نشر تصريحات وسخة عوض ان تنشر الوعي والتحسيس بنعمة الاستقرار في هذا الوطن؟ ألم تقس بمقياس الحكمة الاجتماعية والمرجعية الوطنية، ما صرح به هذا الشخص الذي يعيش بالولايات المتحدةالأمريكية وأتى ليتطاول على أبناء جلدته بألفاظ خادشة لمشاعر كل مغربي يعتز بكرامته :"الزعتر..قرارات حمارية ..الزريبة كوري..محشش ..سكران...براهش.الزبل .."؟. والحقيقة الأخيرة التي لا يجب إغفالها أن غض الطرف عما نشره بوق زيان الإلكتروني من كلام حاقد ومهين في حق المغاربة ومؤسساتهم، سيؤسس لممارسة إعلامية جديدة، قوامها أن لا حرج في إعادة نقل ونشر كل ما هو ممنوع. فهل ستتحرك النيابة العامة أم أنها ستتوتر بذريعة أن "ناقل الكفر ليس بكافر".