التنوع سيد الفرجات تعيش مدينة الرباط من 9 إلى 17 نونبر الجاري على إيقاع فعاليات فنية وثقافية متنوعة احتفالا بإدراج منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة عاصمة المملكة ضمن لائحة التراث العالمي الإنساني . وفي هذا الإطار يقام بفضاء المكتبة الوطنية معرض حول «مدينة الرباط في التراث المخطوط»، يقترح سفرا في الزمن عبر نفائس تراثية من المؤلفات المخطوطة في لحظة استرجاع وتذكر لجوانب من الحضور التاريخي للرباط وتفاعلها القوي مع تاريخ المغرب داخليا وخارجيا. وبحضور وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي، ألقى الباحث عبد الإله الفاسي محاضرة حول تاريخ الرباط استعرض فيها محطات تاريخية صنعت بروز المدينة كمركز حركية سياسية واقتصادية وثقافية في المغرب، خصوصا في القرن التاسع عشر. وأبرز المحاضر مسلسل تحول الرباط إلى مركز سلطاني لاتخاذ القرارات الكبرى ومجال لتشييد المعالم الكبرى وموقع استراتيجي يربط الشمال بالجنوب ومهد لحركة علمية وفكرية نشطة فضلا عن الدور التجاري المتعاظم لمينائها وملاحها. وكانت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، قد ترأست ، افتتاح معرض للصور تحت عنوان «الرباط قديما، الرباط اليوم ، الرباط غدا»،أقيم بشارع محمد الخامس بالرباط، معطية بذلك انطلاقة الاحتفالات الرسمية بمناسبة إدراج عاصمة المملكة ضمن التراث العالمي الإنساني. وتتواصل احتفاليات الرباط كتراث عالمي بسلسلة من الندوات والحفلات الموسيقية المتنوعة بين فنون الشعبي والأندلسي والأغنية العصرية والأمازيغية والحسانية وعروض مسرحية ومعارض للمخطوطات والصور الفوتوغرافية والفن التشكيلي. بعد الافتتاح الرسمي، الذي ترأسته صاحبة السمو الملكي الأميرة لالة مريم، يوم الجمعة الماضي، لتظاهرة «الرباط تراث عالمي» المنظمة من قبل وزارة الثقافة ومجلس مدينة الرباط وولاية جهة الرباطسلا زمور زعير، وذلك بافتتاح معرض «صور الرباط بين الأمس واليوم والغد» المقام بشارع محمد الخامس، وبعد افتتاح معرض المخطوطات الخاصة بتاريخ الرباط بالمكتبة الوطنية، وبعد المحاضرة القيمة للأستاذ عبد الواحد الفاسي حول تاريخ عاصمة المملكة، انطلقت، أول أمس السبت، الفعاليات الفنية الموسيقية والمسرحية بعروض متنوعة؛ حيث شهدت خشبة المسرح الوطني محمد الخامس مساء السبت السهرة الافتتاحية لهذه التظاهرة بمشاركة ثلة من الفنانين المغاربة الذين يمثلون مختلف أجيال الأغنية المغربية من بينهم عبد الواحد التطواني ومحمد الغاوي ورشيدة طلال وسعد لمجرد بقيادة الفنانة الكبيرة لطيفة رأفت. وقد أسعدت هذه المجموعة الجماهير الرباطية التي حضرت بكثافة للاحتفاء بمدينتها التي صنفت ضمن التراث الإنساني حيث غنت وأطربت من القديم والجديد ومزجت ذلك بأغاني وطنية تخلد للذكرى السابعة والثلاثين للمسيرة الخضراء، كما ارتجلت الفنانة لطيفة رأفت موالا رائعا حول مدينة الرباط التي كانت مهد أحلامها. وبمسرح المنصور بحي يعقوب المنصور، عاش جمهور هذه المنطقة ليلة مسرحية بامتياز لفرقة مسرح اليوم والغد التي قدمت عرضها المسرحي «لعبة الحب»، من تأليف وإخراج محمد خدي، ومشاركة الفنانين ادريس بنعويس وفاطمة الزهراء أحرار، وقد استمتع الحاضرون باللوحات الفنية الساخرة والمنتقدة للأوضاع الاجتماعية بأسلوب مسرحي شيق. أما بقاعة المهدي بنبركة، بحي المحيط، فقد كانت الليلة الفنية تراثية بامتياز، بمشاركة أجود فرق أحيدوس بالأطلس (فرقة إثران إفران، فرقة أوطاط الحاج وفرقة المايسترو موحى والحسين أشيبان) إلى جانب عبيدات الرمى الزيايدة، وقد قدمت هذه الفرق ألوانا متنوعة من الرقص والغناء التراثي وأتحفت بذلك جمهور منطقة المحيط الذي تجاوب بشكل ملفت مع الإيقاعات الجذابة وجمالية الرقصات المعبرة. وبقاعة علال الفاسي بحي أكدال، كان للفن الأمازيغي حضور قوي من خلال الرايسة فاطمة تيحيحيت ومجموعتها الفنية التي قدمت ألوانا مختلفة من الإبداع الموسيقي ممزوجة برقصات فاتنة تعبر عن الغنى الكوريغرافي الذي تتميز به منطقة سوس، وإلى جانبها حضرت المجموعة المتميزة «أرشاش» التي ذكرتنا بالزمن الجميل لأغنية المجموعات الأمازيغية كإزنزارن وإزماز وعموري مبارك وقد طرب الحاضرون للقطع المؤداة من خلال المجموعة. وتتواصل فعاليات هذه التظاهرة اليوم الإثنين بعرض مسرحية «تمارين في التسامح» لفرقة نلعب للفنون بمسرح المنصور، فيما ستحتضن قاعة باحنيني سهرة فنية بمشاركة جوق دار مولاي رشيد للموسيقى الأندلسية وجوق محمد الأمين الدبي للموسيقى الأندلسية، أما قاعة المهدي بنبركة فستستقبل فرقة مجيد بقاس/ جاز كناوة، في حين تستقبل قاعة علال الفاسي مجموعة بلعيد العكاف. هذا وتتواصل الزيارات لمعرض المخطوطات حول الرباط إلى غاية 17 نونبر الجاري بالمكتبة الوطنية، وكذا معرض حول المعالم والمواقع التاريخية المغربية المصنفة تراثا عالميا إلى غاية 23 دجنبر القادم بالمسرح الوطني محمد الخامس. وبنفس المسرح سيتم تقديم كتب حول مدينة الرباط يومي 15- 16 نونبر الجاري على الساعة 6 مساء.