أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما، أول أمس الأحد، بانتهاء المهمة القتالية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان، بعد وجود استمر 13 عاما وتكبد خلالها مقتل آلاف الجنود من جنسيات مختلفة، لكنه حذر من المخاطر التي لا تزال تهدد هذا البلد. وقال أوباما في بيان "الآن، وبفضل التضحيات الاستثنائية لرجالنا ونسائنا العسكريين انتهت بطريقة مسؤولة مهمتنا القتالية والحرب الأطول في تاريخ الولاياتالمتحدة". وأضاف الرئيس "نحن أكثر أمنا وبلدنا أكثر أمانا بفضل عملهم الذي أدى لتدمير أوكار تنظيم القاعدة وعطل مخططات الإرهابيين" مشددا على أن الوجود العسكري الأميركي أتاح للأفغان "إعادة بناء بلدهم وإجراء أول انتخابات وإنجاز أول عملية انتقال ديمقراطي في تاريخ بلدهم". واعترف الرئيس الأميركي أن "أفغانستان ما زالت مكانا خطيرا" لذلك فإنه "استجابة لدعوة الحكومة الأفغانية ستبقي الولاياتالمتحدة وحلفاؤها على وجود عسكري محدود في أفغانستان لمساعدة وتدريب القوات الأفغانية وأيضا لشن عمليات لمكافحة الإرهاب ضد فلول القاعدة". وسيبقي الناتو على نحو 12 ألفا من جنوده في إطار بعثة لتدريب ودعم قوات الأمن الأفغانية، وذلك محل القوة الدولية للمساعدة على إحلال الأمن في أفغانستان (إيساف) التي خسرت 3485 عسكريا منذ الغزو الدولي الذي قادته أميركا عام 2001، كما بلغت تكاليف هذه الحرب نحو ألف مليار دولار. وأضاف أوباما -الذي جعل من إنهاء الحرب في العراقوأفغانستان واحدة من أولويات رئاسته- أن "السنوات ال13 الأخيرة وضعت بلادنا وقواتنا المسلحة في اختبار، لكن مقابل ال180 ألف جندي في العراقوأفغانستان عندما بدأت مهمتي لدينا الآن 15 ألفا في هذين البلدين". من جهته، قال وزير الدفاع المستقيل تشاك هيغل (والذي ما يزال يمارس مهامه) في بيان منفصل إن الولاياتالمتحدة تنهي بذلك العملية التي بدأتها عام 2001 بعد هجمات 11 شتنبر لتبدأ عام 2015 عملية جديدة تهدف إلى "البناء على المكتسبات التي تم انتزاعها بصعوبة خلال أعوام الحرب ال13". يذكر أنه بخلاف الاتفاقية الأمنية الموقعة بين الحكومة الأفغانية وحلف الناتو، فإن أوباما وقع قرارا يتيح للقوات الدولية المتبقية مقاتلة عناصر حركة طالبان والقاعدة في أفغانستان.