أنهى الجمع العام غير العادي لنادي الرجاء البيضاوي لكرة القدم أشغاله بالإعلان عن اختيار رئيس جديد خلفا لمحمد بودريقة، وهو اختيار تركت طريقته الكثير من الغموض والاعتراضات، بعدما تم الإصرار على الإعلان عن اسم سعيد حسبان كرئيس دون المرور إلى التصويت الذي يبدو مسألة ضرورية قصد استكمال الشروط القانونية واحترام المساطير الديمقراطية الجاري بها العمل. فحتى في وجود مرشح واحد، يفترض أن يمر الجمع إلى مرحلة التصويت لتزكية اختيار الرئيس الجديد سواء بالإجماع أو الأغلبية أو حتى الرفض، إلا أنه تم اختصار جدول الأعمال، بالإعلان المسبق عن اختيار رئيس جديد، دون احترام رأي القاعة، في خرق واضح للقانون كان من المفروض أن ينتبه له ممثل جامعة كرة القدم، والذي يبدو أنه كان هو الآخر مستعجلا في أمره، خصوصا عندما ساير بوريقة في فرضه التصويت برفع الأيادي، عوض اللجوء للتصويت السري. فرغم كون الأغلبية المكونة للجمع العام والداعمة لبودريقة والمسايرة لتوجهه، فإن المساطير القانونية كانت تقتضي معرفة رأي المنخرطين بالدرجة الأولى، لا أن يتم اختصار المسافة للوصول الى تزكية رئيس يبدو أنه وافق مسبقا على شروط بودريقة والبوصيري قبل تزكيته كرئيس. ففي كل المراحل التي كان يتم فيها الإعداد لهذا الجمع، كانت هناك شروط محددة لقبول أولا الترشح وثانيا ضمان دعمه خلال الجمع، وتجلى في وجود 70 منخرطا في جيب بودريقة، وفرض ستة أعضاء داخل المكتب المسير، بالإضافة إلى "تبييض" عهد بودريقة بكل ما يحمله ذلك من تبعات والتزامات، أغلبها مالي بالدرجة الأولى. لكن يبدو أن بامعروف المرشح المعارض، ن أنه رفض الموافقة على هذه الشروط المسبقة التي تفرض وصاية مباشرة على أي مكتب مسير كيفما كانت تشكيلته، وتجعله مجرد منفذ لقرارات تأتي من طرف الرئيس السابق ومستشاره الخاص. فهل وافق سعيد حسبان على الخضوع لهذه الوصاية؟ سؤال لا تقتضي الاجابة عليه الكثير من الجهد والتفكير، فالأغلبية التي "خدمها" بودريقة ومستشاره الخاص، كانت مسألة حاسمة تضمن موافقة أي مرشح كيفما كان توجهه، خاصة إذا علمنا أن حسبان ناضل طويلا من أجل الوصول الى هذا المنصب، وترشح أكثر من مرة وفشل، وتحمل المسؤولية داخل المكاتب في أكثر مرة، وكان الجمع الأخير مناسبة كبيرة بالنسبة له لتحقيق حلمه في تحمل مسؤولية الرئاسة داخل ناد يحمل هويته منذ سنوات. تركة بودريقة ثقيلة وثقيلة جدا، ماليا، إداريا ومصداقية، وخلافات عميقة من جهاز الجامعة، بالإضافة الى تبعات أخرى كان آخرها الانسحاب من مقابلة تهم كأس العرش أمام الدفاع الحسني الجديدي... كلها إكراهات من المفروض أن يجد لها الرئيس الجديد حلولا عاجلة قصد استعادة التوازن المفقود، وإعادة ترتيب البيت الداخلي، وما قد يحمله عهد بودريقة المظلم من مفاجآت كثيرة، يمكن أن ترهن مستقبل الرجاء لسنوات طويلة...