أغبالة، تلك القرية الجميلة، التي توجد على سفوح جبال الأطلس المتوسط، حيث تتوفر على مجموعة من المؤهلات الطبيعية، والمناظر الخلابة، التي من شأنها أن تجعل منها جوهرة الأطلس المتوسط، وكذلك توفرها على خزان مهم من المياه العذبة ، دون آن ننسى توفرها على كثافة سكانية مهمة. لكن بلدتي فيها العجب وانزل عليها الغضب في الوقت نفسه، فبلدتي تبقى من بين القرى المهمشة على الصعيد الوطني، رغم تاريخها المجيد والحافل بالأمجاد، والتضحيات التي قدمها أبنائها وأبطالها ضد المستعمر الفرنسي، وكلنا نتذكر معارك تازكزاوت، التي ابلوا فيها أجددنا البلاء الحسن، واظهروا فيها بسالتهم وصمودهم ضد الاستعمار الغاشم ومرتزقته، لكن يبقى السؤال مطروحا - ما مكانة بلدتي بعد الاستقلال محليا و وطنيا؟ فقد ظلت تعاني الفقر والتهميش والعزلة، حيث لا تتوفر على ابسط شروط العيش الكريم، و خصوصا أن بلدتي كانت فيها قيادة منذ سنة 1934. فهي لا تتوفر على طرق معبدة تربط بينها و بين كل من خنيفرة والقصيبة. رغم ما سمعته على آن الأشغال ستبدأ فيه إلا أن ذلك يبقى شائعا في أوساط النخبة السياسية، التي تعمل على حشد الساكنة من أجل التصويت في الانتخابات المقبلة، و كذا ممارسة أجندة أسيادهم في المنطقة ناهيك عن غياب البنيات التحتية والمرافق العمومية وكذا ارتفاع البطالة وعدم وجود الفرص الشغل و هذا ما جعل بلدتي تحت العزلة دائمة لكن - ما موقفنا كالأبناء هذه البلدة الجريحة من هذا المصير المتأزم؟ وخصوصا أن بلدتي أنجبت مجموعة من الأطر العليا التي من شأنها أن تغيير الوضع، لكن لكل شخص مصلحته خاصة، ولهذا ندعو جميع شباب والغيورين على منطقة إلى توحيد الصفوف والسير إلى الأمام، من أجل النهوض بهذه المنطقة، وكذا الانخراط في العمل السياسي، وإسقاط بعض (قدماء المحاربين) المحسوبين على المجلس الجماعي القروي. أتمنى في الأخير أن يكون هذا المقال المتواضع، مفتاحا لمجموعة من المقالات التي تحوم حول الموضوع نفسه، لأن بالكتابة والقلم سيتغير الوضع. بقلم الطالب الحو عبيبي جامعة سيدي محمد بن عبد الله كلية الآداب و العلوم الإنسانية ظهر المهراز فاس.