عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مَن قتل معاهداً في غير كُنهه حرَّم الله عليه الجنَّة )) رواه أبو داود ، والنسائي بإسناد صحيح، وزاد النسائي : (( أن يشمَّ ريحها )) . نعم قتل المعاهد لا يجوز والفرح لقتله لا يجوز أيضا لأنه فرح بقتل نفس يحرم قتلها مادامت معاهدة وفرح بانتهاك حمى الله والتعدي على حدوده والذي يفرح لقتل معاهد إما انه جاهل بأمور دينه ووجب علي العلماء تعليمه وإما أنه مبتدع أفاك وجب على من يهمه الامر محاربة بدعته وتبيانها حتى لا يدين الناس بالبدعة والضلالة . وان تصدر وزارة الداخلية رفقة اختها العدل والحريات بلاغا مشتركا تذكر فيه أن الإشادة بالأفعال الإرهابية جريمة يعاقب عليها القانون الجنائي وذلك على خلفية قيام مجموعة من الأشخاص بالتعبير صراحة على مواقع التواصل الاجتماعي، عن تمجيدهم وإشادتهم بحادث اغتيال السفير الروسي بتركيا فهذا الإصصدار وهذا البلاغ امر جميل لا يمكن إدراجه إلا في باب الذكرى التي تنفع المؤمنين . لكن أن يتم فتح بحث من طرف السلطات المختصة، تحت إشراف النيابة العامة، لتحديد هويات الأشخاص المتورطين وترتيب الجزاءات القانونية في حقهم فهذا هو الخطأ الذي وقعت فيه الداخلية والعدل وهو خطأ ينم عن تسرع في اتخاذ القرارات وعدم تقليب الأمور الطارئة والنوازل المستجدة من وجهات متعددة كل في مجال تخصصه . كان الاولى والأجدر بالوزارتين أن تشرك معها في مثل هذه البلاغات باقي الوزارت لايصال الفكرة إلى الشعب ككل حتى تعم الفائدة ويكون " مريضنا ماعندو باس " ، فمثلا وزارة الأوقاف تعمم خطبة حول حرمة الفرح بقتل معاهد ، ووزارة التربية الوطنية تصدر مذكرة تحث فيها اساتذة التربية الاسلامية على توضيح هذا الامر وقنواتنا التي عجزت عن إمتاع المشاهد ببرامج هادفة تخصص ندوة في الموضوع ، وهكذا " تورد الإبل " أما الوعيد والتهديد والمعاقبة على كلمات مبنية للجهل لا للمجهول ، فلا يزيل بدعة ولا يمح ضلالة بل يرسخ في نفوس الفرحين فكرة مفادها انهم على حق في مواقفهم وأفراحهم وإشاداتهم بالأعمال الارهابية وأخواتها . إن المغربي المسلم الذي يفرح لقتل معاهد من المعاهدين في بلاد ما مهما كانت مسؤولية هذا المعاهد ومكانته ومهما كان تورط بلاده في قتل المسلمين والمدنيين ، هو بكل تأكيد يتناقض والتعاليم الإسلامية السمحة المبنية على نبذ الغلو والتشدد، ويتعارض فرحه هذا وثوابت المجتمع المغربي المؤسسة على الوسطية والاعتدال وترسيخ قيم التسامح والتعايش ، وهذا التناقض والتعارض تولدهما بالدرجة الأولى الأمية الدينية التي تطغى على كثير من ابناء هذا البلد والفصل المرير للدين والتدين عن معظم القطاعات وتلك لعمري طامة كبرى تحول الحلال إلى حرام وتستدعي من المسؤولين محوها بغير " عنف مضاد " والبحث عن مقاربات جديدة لمجابهتها حتى لا نرى بدل الحزن والأسى لانتهاك حرمات الله فرحا وإشادة عنوانهما الأكبر : " قد يفعل الجهل بصاحيه ما لا يفعله العدو بعدوه " .