حمل الأمير مولاي هشام، المملكة العربية السعودية جزءا من مسؤولية تدهور الربيع العربي، معتبرا أنها تسعى إلى التحكم في مساره عبر استعمال المال. وفي مقال له بعنوان " الربيع العربي لم يقل كلمته الأخيرة"، صادر بالمجلة الشهرية " لوموند ديبلوماتيك"، دافع مولاي هشام عن أطروحة استمرار الربيع العربي رغم العقبات الضخمة التي تواجهه حاليا، معتبرا أن الأمر يتعلق “بشبه نهضة حقيقية” في العالم العربي “ستستمر على شاكلة النهضات الاخرى في حضارات وثقافات سجلت منعطفات تاريخية”. ويتناول الأمير بالتحليل تبلور قناعات فكرية وسياسية التي لدى الشعوب العربية، ، التي بدأت تعي وجودها بمفهوم يقطع مع التصورات السائدة التي كانت ترسخه فيها أنظمة الحكم المهيمنة، حيث كانت تصفها وتعاملها كالرعية ، لكن هذه الشعوب بدأت تتجاوز بإدراكها ووعيها الجديدين وضعها كرعية، ودافع عن إطار المواطنة في علاقته مع السلطة ، وتلزمها بالنظر إليها من خلال هذه القيمة. ويعتبر الأمير هشام أن الشعوب العربية بات لها دور فاعل، يتمظهر على مستوى والانتقال بعلاقتها مع السلطة من إطار الرعية إلى المواطنة، مضيفا أن هذا " خير مؤشر على استمرار مشروع التغيير مستقبلا وقد يكون بالحدة نفسها". ويقف في مقاله عند العوامل التي تعيق تطور الربيع العربي وألقت بتأثيراتها الخطيرة في الشرق الأوسط، وهي عوامل استراتيجية يمكن تلخيصها في التدخلات الخارجية وأساسا الولاياتالمتحدة وروسيا وإيران للتحكم في مسار الربيع العربي لتحقيق أهداف استراتيجية. ويركز الأمير هشام في مقاله على السعودية، التي يعتبرها قوة تريد التحكم في العالم العربي من خلال مبادراتها الفردية او تلك التي يتخذها في مجلس الخليج العربي، ويتجلى هذا في توظيف المال في دول مثل مصر والأردن والمغرب والبحرين. كما تتخوف السعودية من تطورات الشأن المصري أساسا، حيث يفسر هذا التخوف ب “الهاجس التاريخي للوهابية من فكر الإخوان المسلمين” والهاجس الديمقراطي لأن الرياض لا تتحمل رؤية ديمقراطية فتية في دول ذات وزن مثل مصر. ويسلط الأمير الضوء على التأثير المتفاوت على الربيع العربي من طرف" الليبراليين المزيفين في مصر والعالم العربي الذين لا يترددون في تبني أفكار قد تبدو ديمقراطية ولكنها في العمق تكرس الديكتاتورية وخاصة في مصر، بوقوفهم الى جانب الانقلاب العسكري." أما العنصر الثاني فيتجلى في السلفية المتطرفة التي تحاول عرقلة التطور السياسي في تونس، معتبرا أن نموذج تونس يبقى الأمل في استمرار هذا الربيع العربي لأن الفاعلين السياسيين اقتنعوا بضرورة المشاركة السياسية على أسس ديمقراطية وإن كان ذلك قد يتطلب منهم تضحيات سياسية حقيقية.