تمكنت مجلة “بوفيل أوبسيرفاتور” الفرنسية من الحصول على امتياز نشر مقاطع من كتاب “مذكرات أمير منبوذ” لصاحبه الأمير هشام بن عبد الله العلوي، وابن عم الملك محمد السادس..اقتطف موقف " أخبركم " مما نشرته المجلة الفرنسية هذه الطريفة حقا.. “.. كان الحسن الثاني قد اشترى للتو سيارة ميرسيديس جديدة من النوع الأول ل “لابيرلين 500 س”،من بين ما كانت تمتاز به هذه السيارة توفرها على مكيفات هواء خاصة لكل مقعد، فماذا فعل الملك؟.. كان يستمتع بتسخين المقاعد إلى درجة جعلها غير مريحة، وحين كان يتنقل من قصره في مدينة إفران إلى عدة أماكن بها، كان يحب إزعاج الخدم بجعلهم يجلسون على تلك المقاعد الساخنة، لاختبار ردود أفعالهم، بعضهم كان لا يحرك ساكنا، والبعض الاَخر كان يمسك بمقبض باب السيارة ليستشعر بعض البرودة، وبعضهم الآخر كانوا يقومون بلم ملابسهم إلى رُكبهم، في حين كان الملك يحتفظ بجدية تقاسيم وجهه.. وفي نهاية كل رحلة، كنت أنا وابن عمي المتواطئين، نسأل الركاب (الخدم) عن رأيهم في السيارة الجديدة، كانوا كلهم ينكرون انزعاجهم مجيبين بعبارات الثناء على السيارة.. كانوا يفضلون أن يتألموا على أن يثيروا غضب الحسن الثاني.. رجل واحد فقط اسمه “عبد الكريم لحلو” عبر عن انزعاجه، فبمجرد جلوسه استدار نحو الحسن الثاني صارخا: “ولكن يا سيدنا هادشي كايحرق..” فتوقف حينها الملك وسط الطريق، لكي يخرج من السيارة وهو ينفجر ضاحكا.. غير أنه من بين أفضل طرائف لحلو هذا، كانت خلال رحلة صيد، حيث جرت العادة حين كان الحسن الثاني يطلق النار ويصيب أهدافه أن يصرخ الجميع: “برافو سيدنا.. أصبتها من الطلقة الأولى” .. وحين فشل الحسن الثاني مرة في إصابة هدفه، ابتلع الجميع ألسنتهم، ما عدا عبد الكريم لحلو الذي صرخ :”برافو سيدنا لقد عفوت عنها ! “.