هلال: على الجزائر أن تقر بإخفاق مشروعها الانفصالي في الصحراء المغربية    الداكي رئيس النيابة العامة يستقبل رئيس السلطة القضائية بجمهورية البيرو    القنصلية العامة لإسبانيا بطنجة تعلن عن انتهاء مهام القنصل "غافو أسيفيدو"    إعادة انتخاب المغرب في اللجنة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة    تحسن في آفاق الطلب يقود أسعار النفط للارتفاع    كيوسك الأربعاء | أزيد من 7 آلاف طفل في خلاف مع القانون    الوزارة تكشف عدد السياح الذين زاروا المغرب عند نهاية شهر ماي    الخلاف الحدودي السعودي-الإماراتي على الياسات: نزاع حدودي أم صراع نفوذ؟    تحقيقات أممية تتهم تورط إسرائيل ومجموعات مسلحة في جرائم حرب    تحقيق للأمم المتحدة: النطاق "الهائل" للقتل في غزة يصل إلى جريمة ضد الإنسانية    تقرير: المغاربة أكثر من رفضت إسبانيا طلبات تأشيراتهم في 2023    إذاعة فرنسا العامة تطرد كوميديا بسبب نكتة عن نتنياهو    ركراكي…"حققنا الأهم بالظفر بنقاط الفوز وتحقيق العلامة الكاملة في ثلاث مباريات"    حكيمي يكشف السر وراء الفوز الساحق على الكونغو    فكرة أبصرت النور بعد موت صاحبها، كيف انطلقت بطولة كأس الأمم الأوروبية؟    توقعات أحوال الطقس اليوم الأربعاء بالمغرب    بتنسيق مع "ديستي".. تفكيك شبكة لترويج الكوكايين في العرائش وضبط كمية كبيرة من المخدرات    توقيع اتفاقية تعاون بين جهة الشرق وجهة اترارزة الموريتانية    المنتخب المغربي يتألق بتحقيق فوز عريض ضد الكونغو برازافيل    مانشستر يونايتد يبقي المدرب تين هاغ    عمالة الأطفال بالمغرب تواصل التراجع.. و69 ألف طفل يقومون بأشغال خطيرة    اليونسكو.. تسليط الضوء على "كنوز الفنون التقليدية المغربية"    اليد الربعة: تجربة جديدة في الكتابة المشتركة    لوحات فريدة عمرو تكريم للهوية والتراث وفلسطين والقيم الكونية    أقصى مدة الحمل بين جدل الواقع وسر سكوت النص    تطورات مهمة في طريق المغرب نحو اكتشاف جديد للغاز    باليريّا تعلن عن 15 رحلة يومية إلى المغرب خلال عملية "مرحبا"    إطلاق مشروع "إينوف فير" لتعزيز انخراط الشباب والنساء في الاقتصاد الأخضر    توقيع على اتفاقية شراكة للشغل بالمانيا    "الأسود" يزأرون بقوة ويهزون شباك الكونغو برازافيل بسداسية نظيفة    القناة الرياضية … تبدع وتتألق …في أمسية فوز الأسود اسود    انتخابات 2026: التحدي المزدوج؟    الركراكي: ماتبقاوش ديرو علينا الضغط الخاوي    غباء الذكاء الاصطناعي أمام جرائم الصهيونية    أفاية: الوضع النفسي للمجتمع المغربي يمنع تجذّر النقد.. و"الهدر" يلازم التقارير    محكمة فاس توزع 20 سنة حبسا نافذا على "شبكة الإتجار في الرضع"    ولاية امن تيزنيت… توقيف سيدة وشقيقها بتهمة ترويج مواد طبية مهربة    ندوة أطباء التخدير والإنعاش تستعرض معطيات مقلقة حول مرضى السكري    طقس الأربعاء.. أمطار رعدية مرتقبة بهذه المناطق    مديرية آسفي "تتبرأ" من انتحار تلميذة    الأمثال العامية بتطوان... (622)    من المغرب.. وزيرة خارجية سلوفينيا تدين إسرائيل وتدعو لوقف تام لإطلاق النار بغزة    المغرب وسلوفينيا عازمان على إعطاء دينامية أكبر لعلاقاتهما الثنائية    وفاة المعلم علال السوداني، أحد أبرز رموز الفن الكناوي    صندوق الإيداع والتدبير يعلن عن صرف المعاشات بشكل مسبق ابتداء من 12 يونيو    عيد الأضحى: المكتب الوطني للسكك الحديدية يبرمج حوالي 240 قطارا يوميا    سفر أخنوش يؤجل الجلسة الشهرية بمجلس المستشارين    المغرب يرحب بقرار مجلس الأمن الدولي    رفيقي يكتب: أي أساس فقهي وقانوني لإلزام نزلاء المؤسسات السياحية بالإدلاء بعقود الزواج؟ (2/3)    بوطازوت وداداس يجتمعان من جديد في المسلسل المغربي "أنا وياك"    الفنان عادل شهير يطرح كليب «دابزنا» من فرنسا    الفنانة التشكيلية كوثر بوسحابي.. : أميرة تحكي قصة الإبداع من خلال لوحاتها    السعودية تحظر العمل تحت أشعة الشمس اعتبارا من السبت القادم    ارتفاع درجات الحرارة من أكبر التحديات في موسم حج هذا العام (وزارة الصحة السعودية)    خبراء يوصون باستخدام دواء "دونانيماب" ضد ألزهايمر    دراسة علمية أمريكية: النوم بشكل أفضل يقلل الشعور بالوحدة    الرسم البياني والتكرار الميداني لضبط الشعور في الإسلام    الوفد الرسمي المغربي للحج يحط بجدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بورتريه_ في سيرة نور الدّين الصايل.. الفَيلسوف وعَرّاب السينما المَغربيّة
نشر في كاب 24 تيفي يوم 16 - 12 - 2020

"السينما أَنقذتني من الحياة" قالهَا قبلَ سَنواتٍ في إحدَى أمسياتِه الثقافية.
"نور الدّين الصايل" اسمٌ له ارتباطٌ وثيقٌ ولصيقٌ بالمجالِ السينمائي المغربي، وقد يكون المرادف الأقرب له في ذهنِ العديدِ من المغاربة، خاصة فئة الفنانيين.
يُعتبرُ الراحلُ في نظرِ البعض، عراب وأب السينما المغربية. يقدرهُ أصدقاؤهُ و يقدرهُ أيضاً من اختلفوا معه، و يقدرهُ أهل السينما و يقدره أيضاً من لا تَربطهم علاقة بالسينما.
سينمائيٌ، إعلاميٌ وكاتبٌ مغربي، لعِبَ دورًا محوريًا في تَشجيعِ السينما المغربية على مدى أربعةِ عقود.
رحلَ "الصايل" عن محبِي أفكارهِ "الغزيرة" ومعارفهِ وحكمتهِ وعمقِ نظرته. رحلَ عن عمرٍ ناهز 73 عاماً، متأثراً بمضاعفاتٍ صِحيةٍ ناجمةٍ عن إصابتهِ بعدوى المتلازمة التنفسية "كوفيد-19".
يرى الإعلاميُ والناقدُ السينمائي المغربي بلال مرميد في تصريحٍ لموقعِ قناةِ "كاب 24 تيفي" بأن الراحلَ كان: " هو المؤسس لكمٍ إنتاجيٍ محترم و الباحث عن كيف سينمائي يُشرف الجميع".
وأضافَ مرميد بأن الصايل: " هو الرجل الذي أعطى دفعةً للسينمَا المغربية، و أسسَ لروابطَ قوية مع السينما الإفريقية و هو هو ما جعلهُ حكيم إفريقيا سينمائياً".
من جهتهِ نعى الكاتبُ والناقدُ السينمائيُ المغربي "خليل الدامون" صديقَهُ الراحل في تصريحٍ خاصٍ لموقعِ قناة "كاب 24 تيفي" بكلماتٍ مؤثرة وقال: "وداعاً نور الدّين، لقد عشنا معكَ أزهى أيامِ الثقافةِ الجادةِ والثقافة السينمائيةِ أساساً. إنكَ حقيقة مؤسس للثقافةِ والفعلِ السينمائي بالمغرب على المستوى النظَري والعملي أيضا".
وأضافَ خليل الدامون: "صوتكَ العميقُ في القاعاتِ السينمائية داخلَ الأنديةِ السينمائية على طولِ خريطة الوطن وعلى أثير الإذاعةِ الوطنية وعلى شاشةِ التلفزة لمدةِ سنوات، لا يمكن أن يُمحى أبداً. كل الحلقات التي قدمتها كانت دروساً في السينما وفي التحليلِ السينمائي. "
وتابعَ الدامون في رسالتهِ الأخيرة لصديقه عبرَ موقعنا: "نور الدّين حضوركَ الدائم في المهرجاناتِ الوطنية والعربيةِ والإفريقية، كان له طعمٌ خاص ونكهة سينمائية متميزة. في خريبكة حيث أسسنا جميعاً مهرجان السينما الأفريقية، في قرطاج وفي القاهرة وفي واكادوكو. بصمتكَ هنا وهناك سيظلُ وقعها حاضراً إلى الأبد".
واستطرد الناقدُ السينمائيُ شهادته في حقِ الصايل: "لن ننسى ترسيخكَ للمهرجانِ الوطني للفيلم في طنجة كل سنة، والطفرةُ النوعيةُ للإنتاجِ الوطني وتوقيعك على النقاشاتِ المتميزة. لن ننسى توقيعكَ على مستوى القناةِ الثانية التي عرفت في عهدكَ دخول أهمِ الانتاجات العربية والإفريقية للشاشة الصغيرة. نور الدّين. ستظلُ كبيراً وستظلُ أستاذاً للأجيالِ على المستوى السينمائي، وعلى المستوى النقدي. نور الدّين نُودعكَ اليوم وسيظلُ وجداننا العميق دائماً معك".
في وداع "الصايل"
بكلماتٍ مؤثرةٍ وقوية أيضاً، نعت المنشطةُ السابقةُ في القناةِ الثانية "نادية لارغيت"، زوجَها ورفيقَ دربها نور الدّين الصايل وكتبت في تدوينةٍ في صفحتها فيسبوك:
"نور الدّين طلبتَ مني أن أعدكَ بتنفيذِ ثلاثةِ أشياء: أن أسهرَ كما لو أنكَ هنا على شَمسكِ الصغيرةْ الأخيرة…أن أبقى قويةً في كل الحالات… وأن أحتفظَ لنفسي بكلِ بوحك.. لقد اجتزنا معاً كثيراً من الأشياء، بحلوِها ومرِها… قصتنا كانت تَبدو مستحيلةً، ومع ذلكَ دامت 20 سنة. رسالتكَ الأخيرة ستظلُ محفورة إلى الأبد.".
وبعدَ هذا النعي المؤثر من زوجته، لا يفوتنا هنا، أن نشيرَ إلى العلاقةِ المتينةِ التي كانت تجمعُ بين الزوجين، والتي ظهرت للمغاربة بشكلٍ واضح قبلَ سنواتٍ حينَ دافعَ الصايل عن زوجته نادية، عندما تعرضت لهجومٍ كبيرٍ بسببِ ظهورها "شبه عارية" على غلافِ مجلةٍ قبيلَ شهرٍ تقريباً على وضعِ مولودهِما الأول.
سيرةُ "الصايل" ابن مدينة طنجة
لم تكن حياةُ هذا "السينيفيلي" الكبير حسب تعبيرِ زوجته عادية. فالرجل لو شئنا أن نُلخصَ مشوار حياته (وقد يصعب علينا ذلك)، سنقولُ بأنهُ جمعَ بين حبهِ للفلسفة، وكتابة السيناريو والرواية والإنتاج. وهو ما شكلَ قيمةً مضافةً للساحةِ الثقافيةِ المغربية، وصنعَ منه في ذاتِ الوقت، أحد أسمائِها اللامعين.
بمدينةِ طنجة كان ميلاده عامَ 1948. تابعَ بها دراستهُ الثانوية وعاشَ في مناخها خلالَ سنواتِ الخمسينات والستينات. وهي فترةٌ كانت لا مَحالة مَليئة بالفنِ والحياةِ والانفتاح. وقد تكون منطلقَ عشقهِ المبكر للسينما.
في بدايةِ مشوارهِ، اشتغلَ "الصايل" مُدرّساً لمادةِ الفلسفة بثانويةِ مولاي يوسف بالعاصمةِ الرباط، قبل أن يُعينَ سنةَ 1975 مفتشًا عامًا في نفسِ التخصص.
"الصايل" السينمائي
عامَ 1973، أسسَ الراحلُ "الجامعة الوطنية لنوادي السينما بالمغرب(FNCCM) "، وكان رئيسًا لها حتى عام 1983. وقد لعبت هذه الجامعة، دوراً رائداً في نشرِ الثقافةِ السينمائية في المغرب، كما ساعدت في تأسيسِ مهرجانِ "السينما الإفريقية بخريبكة" عام 1977.
الصايل.. رجلُ الإعلام والتواصل
لم يكن "الصايل" سينمائياً متمكناً فحسب، بل كان يُلقبُ أيضا برجلِ الإعلامِ والتواصل.
فالباحثُ في سيرتهِ، سيكتشفُ بأنهُ قد اشتغل سابقاً مستشارًا لدى إدارةِ القناةِ الثانية المغربية بعدَ إطلاقها، قبل أن ينتقل إلى المجموعةِ الفرنسية "كنال+" التي تم تعيينه بها في منصبِ مدير مبيعاتِ البرامج.
في أبريل 2000، عُين نور الدّين الصايل مديرًا عامًا جديدًا للقناةِ الثانية، وهو المنصب الذي اشتغلَ به حتى تعيينه على رأسِ المركزِ السينمائيِ المغربي (2003 – 2014) .
وكلهاَ فتراتٌ، طبعهَا بصرامتهِ المِهنية ومتطلباتهِ الفكرية، حسبَ شهادات لمحبيه.
وباعتباره ناقدًا سينمائيًّا، ساهمَ الصايل بكتاباته في مجموعةٍ من المجلاّت. حيثُ أطلقَ مجلةً خاصة بالسينما وقضاياها (Cinéma 3)، كما قام بتنشيطِ عددٍ من البرامجِ الإذاعية والتلفزية حول السينما.
و في المجالِ الأدبي، ساهم الصايل، في كتابةِ سيناريو أفلام محمد عبد الرحمن التازي: "الرحلة الكبرى" سنة 1981، و"باديس" سنة 1989، و"للا حبي" سنة 1996. كما صدرت له سنة 1989 رواية بالفرنسية بعنوان (A l'Ombre du Chroniquer).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.