أفادت مصادر صحفية، اليوم الجمعة، ان الشرطة القضائية التابعة لولاية أمن مراكش، تواصل أبحاثها وتحرياتها لتحديد هوية رجل ملتح ورفيقته المنقبة، على خلفية تورطهما في العديد من عمليات السرقة بطرق لا يمكن أن تصدر إلا عن سحرة محترفين. وذكرت يومية "الصباح"، التي أوردت الخبر في عددها اليوم الجمعة 15 شتنبر، أن الطرق التي ينتهجها الملتح ورفيقته تجعل فريستهم تنصاع لأوامرهم ولا تستيقظ من غفلتها إلا بعد أن يستحوذا على كل ما تملك، في وقت يتنكر المشتبه فيهما في زي إسلامي ويختاران ضحاياهما بدقة متناهية. وينفذ المشتبه فيهما عملياتهما بسلاسة وبطريقة تشبه ما يصطلح عليه ب"السماوي" لكن بشكل أكثر احترافية، حيث يسيطرون على أحاسيس ووجدان المستهدف ليتحول إلى لعبة في أياديهما، ويذعن بسلاسة لكل ما يطلبانه منه، بل أكثر من ذلك، يقوم بكتمان الامر عن محيطه ويحفظ أسرار تعامله مع أفراد العصابة، مما يسهل عليهما الانقضاض على كل ما يملكه. وأشارت الجريدة، إلى أن امرأة تعرضت منذ حوالي شهر، لعملية مماثلة، استولى خلالها المشتبه فيهما على مبلغ مالي يقدر ب30 مليونا، إذ تمت العملية بسرعة خاطفة، ولم تشعر الضحية بأي شيء إلا بعد اختفاء المشكوك في أمرهما. وكانت الضحية، تضيف اليومية نقلا عن مصادرها الخاصة، رفقة زوجها تحمل المبلغ المالي بالسيارة من أجل ايداعه بالبنك، وفي أحد الأزقة، توقف الزوج لقضاء غرض بأحد المحلات التجارية، وما أن غادر السيارة حتى توقفت أمامها امرأة منقبة تطلب منها قليلا من الماء لابنها الرضيع، فاستجابت ونظرا للحرارة تسلمت منها الطفل وأخذت تمده بالماء، وحين انتهت أرادت إرجاعه للمرأة المنقبة فمدت لها الأخيرة قبعة طالبة منها الإمساك بها إلى حين وضع الرضيع في عربة الأطفال. ومنذ ذلك الحين لم تعد المرأة تشعر بشيء مما تقوم به، إذ مباشرة بعد إمساكها بالقبعة، أصبحت تحت سيطرة المنقبة، ورضخت لمجموعة من الطقوس التي مورست عليها وسلمتها الحقيبة التي تحتوي على المبلغ المراد ايداعه بالبنك والتي تضم أيضا حليا ذهبية ولباسا تقليديا، ولم تعد الضحية تتذكر إلا مشهد المرأة التي وقفت أمامها وخلفها كان شخص ملتح يبدو أنه مرافقها، والرضيع الذي كان معهما. وتابعت ذات المصادر بالقول إن الضحية توجهت إلى مصلحة الشرطة لوضع شكايتها وهي مصابة بأزمة نفسية، إذ ظلت لأيام تجوب أزقة المدينة علها تصادف أحد أفراد العصابة، لكن دون جدوى. وأضافت الجريدة نقلا عن مصادرها، أن المتهمين نفذا العديد من العمليات المماثلة، إذ في بعض الأحيان يكتفيان بمهمة خاطفة، وفي أخرى يقع الضحية في الفخ وينساق لأوامر تستغرق أياما ولا يستفيق إلا بعد أن يصبح مفلسا، وهي حالة ضحية آخر سقط في شرك العصابة نفسها بعدما سيطرا على عقله ليشرعا في ابتزازه لدرجة أنه باع شقة يملكها إرضاء لرغبة السحرة وسلبا منه ما مجموعه 130 مليونا، علاوة على ضحايا آخرين وقعوا في نفس الفخ.