أكد رئيس هيئة أركان الدفاع الإسبانية، الأميرال الجنرال تيوذورو إستيبان لوبيث كالديرون، أن بلاده لا تدرس إطلاقًا إعادة العمل بالخدمة العسكرية الإجبارية، كما نفى وجود أي تهديد عسكري مغربي يستهدف مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين. وأوضح كالديرون، خلال لقاء إعلامي نظم صباح اليوم الأربعاء 16 يوليوز بالعاصمة مدريد في إطار منتدى "نويفا إيكونوميا"، أن "مثل هذا السيناريو غير وارد"، مشددًا على أنه "رغم المواقف التاريخية المعروفة للمغرب بخصوص المدينتين، لا توجد أي مؤشرات على نية القيام بأي عمل عسكري ضدهما". وفي الوقت ذاته، عبّر المسؤول العسكري الأول عن تأييده لفكرة تعزيز نظام الاحتياط العسكري الطوعي في إسبانيا بدل العودة للخدمة الإجبارية، مؤكدًا أن "التجارب والمعارف التي يحملها المدنيون يمكن أن تسهم في دعم قدرات القوات المسلحة". لكنه ربط ذلك بضرورة توفر موارد مالية كافية لتأمين استمرارية هذا النظام. وفي جانب آخر، حذر الأميرال كالديرون من الاعتماد المفرط على الشركات التكنولوجية الخاصة في مجالات حيوية مثل الاتصالات الدفاعية، مشيرًا إلى حالة شبكة "ستارلينك" التابعة لإيلون ماسك، التي اعتُبرت أساسية لضمان نظام القيادة والتحكم لدى الجيش الأوكراني. ودعا في هذا الصدد إلى أن تمتلك إسبانيا "مجموعة أقمارها الصناعية الخاصة ذات المدار المنخفض" لتفادي أي تبعية خارجية في هذا المجال الاستراتيجي. وبخصوص ملف شراء الأسلحة من إسرائيل، أوضح رئيس هيئة الأركان أن هذه القرارات "شأن سياسي بحت تتخذه الحكومة"، ولا تدخل ضمن اختصاصات القيادة العسكرية. وأضاف أن هناك بدائل تكنولوجية أخرى متوفرة في أسواق عالمية مختلفة. وختم كالديرون مداخلته بالتنبيه إلى أن السياق الجيوسياسي العالمي يشهد تدهورًا متسارعًا، مع تزايد استخدام القوة لتحقيق أهداف سياسية، معتبرًا أن "هناك تحولًا خطيرًا في العقليات على المستوى الدولي". واعتبر أن هذا الوضع يفرض على إسبانيا ضرورة رفع استثماراتها الدفاعية إلى ما لا يقل عن 2% من الناتج الداخلي الخام، بما ينسجم مع التزاماتها داخل حلف شمال الأطلسي، مع التشديد على أهمية تعزيز ثقافة الدفاع والأمن لدى المواطنين، والتذكير بأن حالة السلم ليست أمرًا مسلمًا به دائمًا.