تغيرت ملامح أحياء المدينة القديمة بطنجة بشكل جذري حيث صارت جميلة وجذابة بعدما طالها الإهمال والنسيان لفترة طويلة جدا. ناس المدينة مرتاحين وعبر عدد كبير منهم لكّود عن رضاهم عن نتائج البرنامج الإصلاحي الكبير الذي شمل أحياءهم من "الدار البارود" إلى "القصبة" مرورا ب"جنان قبطان" و"أمراح" وغيرها.. جدران المنازل صُبغت بالكامل باللون الأبيض الناصع الذي عكس أضواء شمس طنجة الدافئة وأضفى جمالية كبرى على الأزقة التي صارت منيرة. الأبواب القديمة للمحلات التجارية بالسوق الداخل والأزقة المؤدية إليه بُدّلت بأبواب خشبية لونها فاتح استحبه التجار والزوار على السواء. الإنارة العمومية نالت نصيبها من الإصلاح حيث تم وضع مصابيح جديدة وأنيقة بجودة عالية أضافت رونقا على المنطقة ليلاً فشبهها الكثيرون بدروب مالقة وقرطبة. غير أن المشرفين على الأشغال نسوا المصابيح القديمة المتهالكة التي ظلت في مكانها تنتظر من ينتزعها بعد أن أضحت غريبة على المكان. الإصلاحات لم تنس البنية التحتية لأحياء المدينة العتيقة بطنجة، حيث أكدت الساكنة أن أنابيب الصرف الصحي تغيرت إلى جانب عدد من التجهيزات الخاصة بنظام تزويد المنازل بالماء والكهرباء. أرضية الأزقة هي الأخرى عرفت إصلاحا كليا غير أنه لم يكن بالجودة المنشودة، حيث لم تستعمل فيها مواد وتقنيات حديثة مثلما هو الحال عليه في مدن متوسطية من الضفة الأخرى. أرباب المنازل الآيلة للسقوط استفادوا من عمليات إصلاح وترميم وأحيانا إعادة بناء، أشرفت عليها السلطات مانحة السكان تعويضا للكراء في انتظار انتهائها من أشغالها وإعادة تسليم المنازل لساكنيها. سكان المدينة القديمة بطنجة صبروا كثيرا على الإزعاج الهائل الناتج عن الأشغال، وعن تأخرها الكبير عن آجالها المحددة سلفا، لكنهم نسوا ذلك كله بعد معاينتهم للوجه الجديد لأحيائهم، والذي من شأنه إنعاش القطاع السياحي بالمنطقة.