نظمت النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين، وفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير، بتنسيق مع الجمعية الجهوية للبحث التاريخي والاجتماعي، وفعاليات المجتمع المدني بالخميسات، ندوة علمية، تكريما للمؤرخ المغربي الدكتور إبراهيم القادري بوتشيش، في موضوع "حركة المقاومة بمنطقة زمور.. السياق والأبعاد"، ساهم في أشغالها ثلة من الباحثين، بحضور عدد من الأساتذة والطلاب والدكاترة، وممثلين عن السلطة المحلية، والمجلس العلمي لمدينة الخميسات، وبعض المنابر الإعلامية. وشملت الجلسة الافتتاحية تلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلتها كلمة المندوبية السامية لقدماء المقاومين وجيش التحرير، وفضاء ذاكرة المقاومة، ثم كلمة الجمعية الجهوية للبحث التاريخي والاجتماعي، التي قدمها الدكتور مولود عشاق، والتي تحدث فيها بإسهاب عن شخصية المحتفى به الدكتور إبراهيم القادري بوتشيش، الأستاذ الفخري بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، مشيدا بمساره العلمي الحافل، ومؤلفاته الغزيرة، وسمعته الدولية التي جاءت نتيجة رحلاته العلمية في أرجاء العالم، فضلا عما قدّمه من خدمات جليلة للجامعة المغربية، ودوره البارز في تجديد الكتابة التاريخية، خاصة في مجال التاريخ الاجتماعي وتاريخ الذهنيات، مشيرا إلى أن هذه الندوة التكريمية جاءت بعد سلسلة من الندوات التكريمية التي حظي بها المحتفى به داخل المغرب وخارجه. واتسمت أعمال الندوة بغناها المنهجي والتوثيقي، حيث كشفت المداخلات عن وثائق جديدة في مجال المقاومة بمنطقة زمور. كما تميزت بدقتها وتنوّع مواضيعها وتعدّد مقارباتها. وقد توزعت المداخلات بين ثلاث جلسات علمية، تمحورت حول المقاومة الزمورية ضد الاحتلال الفرنسي، ومظاهر التضافر والتآزر بين قبائل زمور وزعير في مواجهة التدخل الفرنسي. كما سلطت الضوء على مساهمة قبائل آيت حكم في تحريك عجلة المقاومة وحركة التحرير الباسلة، التي قادتها قبيلة "قبليين" الواقعة وسط اتحادية قبائل زمور. وكشفت مداخلات أخرى إسهامات قبائل "مصغرة" بالصفاصيف في مقاومة الغزو الفرنسي، وانتفاضة الخميسات يوم 22 أكتوبر 1937. بينما عالجت مداخلة أخرى المقاومة بمنطقة زمور بمقاربة سوسيولوجية. كما تميّزت مداخلات الندوة ببعض القراءات في الأعمال التي أنجزها أبناء المنطقة من الباحثين والمثقفين حول المقاومة الزمورية. وفي هذا الصدد كان كتاب "من تاريخ المقاومة والحركة الوطنية بمنطقة زمور.. مراجعة في ذاكرة محلية 1911-1956" للدكتور مولود عشاق من الكتب التي تناولتها بعض العروض بالدراسة والتحليل. واختتمت أشغال الجلسات العلمية بكلمة شكر وتقدير ألقاها المحتفى به نوّه فيها بأشغال الندوة، عروضا وتنظيما ونتائج. كما أشاد بما كشفت عنه الوثائق من مقاومة طلائعية لقبائل زمور للاستعمار الفرنسي، داعيا إلى تمتين عرى التعاون بين الجمعية الجهوية للبحث التاريخي والاجتماعي، وكافة مؤسسات المجتمع المدني، بما يخدم تاريخ الجهة وإشعاعها في سياق النموذج التنموي الجديد، ليتمّ بعد ذلك تسليمه الدرع التكريمي، ومجموعة من الهدايا، عربون محبة وتقدير من طرف الحاضرين والباحثين. وانتهت أعمال الندوة بكلمة ألقاها ممثل المجلس العلمي بالخميسات، دعا فيها للملك محمد السادس بالشفاء والتأييد والنصر، وأشاد بالمؤرخ المحتفى به، وبالنجاح الذي حققته الندوة.