بعد أيام متتالية من الارتفاع الكبير في درجات الحرارة بمدن وأقاليم الشمال، وقع ما كان الجميع يتهيب منه ونشبت مجموعة من الحرائق في عدد من المناطق، خاصة بإقليميشفشاونوتطوان حيث تواصل فرق الإطفاء بمختلف تشكيلاتها جهودها المستمرة منذ أمس لتطويق النيران التي أتت على مساحات واسعة من الغابات الممتدة. ووفق المعطيات التي حصلت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية من مصادر رسمية حاضرة ميدانيا في المناطق التي تشهد الحرائق، فإن الجهود التي بذلت الليلة الماضية ركزت أساسا على حماية وضمان سلامة سكان القرى القريبة من الحرائق الملتهبة، التي زادت من حدتها وسرعة انتشارها رياح "الشركي" القوية. وحسب المصادر ذاتها، فإن طائرات كنادير الكندية المختصة في إطفاء الحرائق نفذت طلعات كثيرة لتطويق الحرائق، خاصة على مستوى جماعة الدردارة التابعة لإقليمشفشاون، مؤكدة عدم تسجيل أي خسائر في الأرواح والمساكن والممتلكات. وأسندت جهود الإطفاء المتواصلة بتدخل من الجيش، وفق مصادر هسبريس، وذلك من خلال إيفاد عدد مهم من أفراد القوات المسلحة الملكية للمساهمة في مكافحة الحريق ودعم التحركات الميدانية بالتعاون مع رجال الدرك والوقاية المدنية والسلطات المحلية والمياه والغابات. ومازال العمل مستمرا لتطويق الحريق الذي التهم مساحات شاسعة من المجال الغابوي، في حين تستعين فرق مختصة ب"درون" لقياس المساحات التي طالها الحريق وتحديد المناطق والجماعات التي شملها في الإقليم مترامي الأطراف. أما على مستوى الحريق المشتعل ببنقريش ضواحي تطوان، فإن فرق الإطفاء تواصل العمل من أجل السيطرة عليه. وقد بين مصدر مسؤول، في حديث مع هسبريس، أن التدخل ركز الليلة الماضية على حماية سكان ستة دواوير بالجماعة القروية من النيران المشتعلة، قبل أن يتم تركيز الجهود في مرحلة لاحقة على تطويقه ومنع وصوله إلى الغابات المجاورة. وأكد المصدر ذاته أن الحريق الواقع في إقليمتطوان التهم في ظرف ساعات مساحة إجمالية تقدر بحوالي 70 هكتارا، مبرزا أن العمل مستمر للسيطرة على هذا الحريق الذي تزيد من خطورته طبيعة التضاريس الوعرة والغطاء النباتي الكثيف، فضلا عن رياح "الشركي" التي تهب بالمنطقة مع ارتفاع درجات الحرارة.