تستعد مدينة الناظور لاحتضان الدورة الرابعة عشرة من المهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة، الذي ينظمه مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم** خلال الفترة الممتدة من 15 إلى 20 نونبر 2025، تحت شعار "ذاكرة السلام"، بمشاركة نخبة من السينمائيين والمفكرين والحقوقيين والدبلوماسيين من المغرب وخارجه. ويأتي تنظيم هذه الدورة، بحسب البلاغ الإخباري للمركز، في سياق عالمي يطبعه تصاعد الأزمات والنزاعات، ما يجعل من العدالة الانتقالية مدخلًا أساسيًا لبناء الثقة وتحقيق المصالحة. واختار المهرجان لهذا العام شعار "ذاكرة السلام" ليجعل من السينما فضاءً للحوار بين الفن وحقوق الإنسان، وبين الصورة والذاكرة. وتُفتتح فعاليات الدورة بتسليم الجائزة الدولية "ذاكرة من أجل الديمقراطية والسلم" في نسختها الثامنة إلى الدكتور عمر عزيمان، مستشار صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تقديرًا لمساره الأكاديمي والحقوقي وإسهاماته في ترسيخ قيم الإنصاف والمصالحة والديمقراطية. كما تشهد الدورة احتفالية تكريمية لسمو الشيخة الدكتورة سعاد الصباح، اعترافًا بمسارها الفكري والإبداعي الغني، من خلال ندوة دولية بعنوان "الوفاء للوفاء"، بمشاركة باحثين من العالم العربي وأوروبا وأمريكا اللاتينية. وفي الجانب السينمائي، ستعرض الدورة باقة من الأفلام الوثائقية والروائية الطويلة والقصيرة من مختلف دول العالم، تتناول موضوعات الذاكرة والسلام والمصالحة، من بينها "سأتذكّرك" للمخرج المغربي محمد رضا غزناي، و"جاوك" لحسن بنجلون، و"الأشجار الصامتة" من بولندا، و"بكاء الأبطال" من إيطاليا. وتضم لجان التحكيم شخصيات سينمائية وأكاديمية بارزة، منها المخرجة ليلى الكيلاني التي تترأس لجنة الأفلام الروائية الطويلة، والوزيرة السابقة نجاة بلقاسم على رأس لجنة الوثائقيات. ويكرّم المهرجان هذا العام مجموعة من الأسماء الفنية المرموقة، من بينها الممثل العالمي أسعد التغماوي، والمخرج محمد عبد الرحمان التازي، والممثلة الناظورية مريم السالمي، كما سيُخصص تكريم خاص لروح الراحل نور الدين الصايل عرفانًا بإسهاماته في تطوير السينما المغربية. وفي ختام البلاغ، عبّر كل من عبد السلام بوطيب، رئيس مركز الذاكرة المشتركة، وأحمد اخشيشن، رئيس إدارة المهرجان، عن شكرهما للسلطات المحلية ولجميع الشركاء والداعمين الذين ساهموا في إنجاح هذا الحدث الثقافي الذي يحمل شعار الوفاء والاعتراف، مؤكدين أن الإعلان عن قائمة الشركاء الكاملة سيتم لاحقًا.