«مبروك مبروك الانتصار... الشعب الغزي يا أحرار»، هكذا هتف مئات المشاركين في الوقفة التي نظمتها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع مساء الأربعاء بساحة باب الأحد في الرباط، احتفاءً بوقف العدوان على غزة وتجديدًا لرفض التطبيع. ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها شعارات مثل: «كفاكم ظلم الطفولة… أنقذوا غزة» و«في ظل سبات عربي هكذا يموت أطفال قطاع غزة»، كما وُضعت على الأرض صور للشهداء والأسرى، من بينهم الصحفيان أنس الشريف وصالح الجعفراوي. وتضمنت الوقفة هتافات أخرى من قبيل: «يا شهيد رتاح رتاح سنواصل الكفاح»، و«يا أسير رتاح رتاح سنواصل الكفاح»، إضافة إلى هتافات ضد التطبيع. كما أضفت مشاركة فرقة من الأطفال بعدًا عاطفيًا للوقفة من خلال إنشاد مقطع من أغنية تقول كلماتها: «سلام لكل العيون الحزينة... تفيض دموعها بأسًا وعزة... سلام سلام لغزة سلام». وأقدم بعض المشاركين على حرق علم إسرائيل، في رمز احتجاجي يعكس رفضهم للتطبيع والسياسات الإسرائيلية تجاه غزة. وفي تصريح ل«اليوم 24»، قالت خديجة الرياضي، منسقة مجموعة «مغربيات ضد التطبيع»، إن الوقفة «تأتي في إطار استمرار الاحتجاجات الداعمة للشعب الفلسطيني ومناهضة التطبيع»، مشددة على أن المشاركة تهدف إلى «إدانة جرائم العدوان الإسرائيلي على غزة والضغط لإنهاء سياسات التطبيع التي تُعتبر خيانة للقضية الفلسطينية». وأضافت أن الوقفة تهدف أيضًا إلى «مواصلة النضال الشعبي الذي لم يتوقف منذ سنتين»، مؤكدة أن «الجبهة ستستمر في حمل شعارات رفض التطبيع والعمل من أجل إزالته».
ومن جانبه، قال عبد الحميد أمين، عضو سكريتارية الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، إن «وقف إطلاق النار الذي تم الإعلان عنه جاء نتيجة صمود الشعب الفلسطيني والدعم الدولي المتزايد»، مضيفًا: «لا نحن ولا الشعب الفلسطيني نثق بأن الكيان الصهيوني سيصمد عند وقف إطلاق النار، ولهذا سنستمر في الدعم والمطالبة بإنهاء التطبيع وإلزام الدولة المغربية بعدم إقامة علاقات تطبيعية مع هذا الكيان». وأشار أمين إلى أن «الشعوب العالمية بدأت تنقلب على رواية التضليل التي كانت تصون الكيان، وهو ما انعكس في تضامن شعبي واسع مع غزة».
وحضر الوقفة عدد من الجمعيات الحقوقية والمدنية، وشملت الفعاليات عروضًا فنية وكلمات قصيرة لعدد من المشاركين الذين دعوا إلى تكثيف الاحتجاجات ورفع الصوت ضد ما وصفوه ب«سياسات التطبيع والدعم السياسي والاقتصادي لبعض الأنظمة لإسرائيل». كما ندّد المتحدثون ب«الصمت الدولي أو دعم بعض الحكومات لما وصفوه بالجرائم بحق المدنيين في غزة».
وتجدر الإشارة إلى أن الحرب في قطاع غزة استمرت لما يقارب العامين، مخلفة دمارًا واسعًا وأزمة إنسانية كبيرة، فيما كان المغاربة منذ 7 أكتوبر 2023. في مظاهرات ووقفات احتجاجية مستمرة دعماً للشعب الفلسطيني ورفضًا للعدوان والسياسات التطبيعية.