دخلت المنظمة الديمقراطية للشّغل على خط التوتر العماليّ الذي اندلع قبل أيام في الجنوب الإسباني، حين خرج المئات من العمال الفلاحيّين ضمنهم مغاربة وهم يحتجون ضد استغلال الشركات المُشغلة؛ إذ طالبت الODT حكومةَ عبد الإله بنكيران، بتحمُّل مسؤُولياتها "كاملةً" في حماية حقوق العمال المغاربة في المهجَر. وفيما ندّدت النّقابة، عبر بلاغ لها توصلت به هسبريس، بما يتعرض له العاملات والعمال الزراعيّين المغاربة بإسبانيا "من كل أشكال الاستغلال والتعسف.. وانتهاكات وحرمان من حقوق إنسانية وشغلية"، دعت الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، ل"الخروج عن صمتها.. وترجمة شعاراتها إلى أفعال ملموسة". وطالبت الODT من الحكومة المغربية تحمل مسؤولياتها في حماية حقوق العمال المغاربة المهاجرين، محذرة من تكرار ما وصفته "كارثة أخرى من قبيل ما وقع للعمال والمتقاعدين المهاجرين وذوي حقوقهم بهولندا"، متهمة إياها بالتقصير الكبير "في مواجهة القرارات غير العادلة للحكومة الهولندية". ويرى المصدر ذاته أن مَرَدّ تصدير العمالة المغربية، وأغلبهم نساء، للعمل في المزارع والمشاتل الإسبانية "في ظروف غير إنسانية واستغلال وتعسف وتحرش جنسي"، راجع إلى "ارتفاع معدلات الفقر والبطالة في عدد من المدن المغربية وازدياد الأعباء الملقاة على عاتق الأُسَر المغربية". ووجهت النقابة مدفعيتَها صوب الحكومة المغربية بمطالبتها بضرورة وضع إستراتيجية وطنية واضحة وقوية على كافة المستويات "لحماية حقوق العمال المغاربة بالمهجر"، مع وضع "سياسة ومقاربة شمولية ومتناسقة"، وإشراك المعنيين في التشخيص الجدي لأوضاع المهاجرين وحماية حقوقهم. وفي وصف منها للأوضاع العمالية في الجنوب الإسباني، قالت المنظمة الديمقراطية للشّغل إن وضع العمال بين أيدي شركات العمل المؤقت "حيث الاستغلال والابتزاز والحطّ بالكرامة.. أمام غياب وأحيانا تواطئ جهاز تفتيش الشغل"، مشيرة إلى أن العمال المهاجرون يشكلون نسبة هامة من العمال في مورسيا جنوباسبانيا. وكانت أعداد من المغاربة خرجت للاحتجاج الأحد الماضي، ضمن مظاهرات غاضبة وسط مقاطعة مورسيا بجنوب إسبانيا واحتشدت أمام مندوبية حكومتها المركزية، وهي الاحتجاجات التي دعا إليها حزب "اليسار الموحد" ونقابات أخرى، ضد ما وصفوه بالاستغلال "الفاحش" الممارس ضد المشتغلين بالأنشطة الفلاحيّة. واشتكى المحتجون، الّذين كانوا في أغلبيتهم عمال منحدرين من بلدان أمريكيّة لاتينية وذوي أصول مغاربية وعربيّة، مما وصفوه "التعسف الممنهج" الذي يستهدف الطبقة الكادحة بالقطاع الفلاحي، في ظل "اللامبالاة التي تهمّ بوضعها الصحي والمادي والمعنوي"، إلى جانب اشتغالهم ل10 ساعات يوميّاً بمقابل 20 أورو، ودون راحة أسبوعيّة.