يشكو السكان المحليون قرب محمية "أبيردار" الطبيعية، وسط كينيا، من مهاجمة قردة "البابون" لمزارعهم وخطفها محاصيلهم، غير أن أكثر المتضررين هن النساء اللاتي يشكين من تحرش هذه الحيوانات بهن. إحدى الضحايا هي "ماري إيريمو"، ويتعلق الأمر بمزارعة من قرية "إنداراشا" في "نيري كاونتي" وسط كينيا، إذ أفلحت القردة في تحويل حياتها إلى كابوس حقيقي., وبينما تشير إلى مزرعتها، التي تمتد على مسافة غير بعيدة، استهلت "إيريمو" حديثها بالقول: "كما ترون، لقد زرعنا للتو محاصيل جديدة.. وعادة ما تأتي البابون من الغابات وتدمر جميع المحاصيل.. إنها تقتلع ما تشاء وتأكله.. حتى أعشاب نيبيا التي نزرعها لتكون علفا لأبقارنا لا تنجو". وأشارت ماري إلى أن سياجا كهربائيا، نصبته هيئة الحياة البرية في كينيا قرب أراض مجاورة، كان بدون جدوى في وقف هجمات القردة.. ولفتت إيريمو إلى أنه "طالما أن الشخص يرتدي ملابس امرأة تستهتر به القردة لأنها لا تخشى النساء"، مضيفة: "في الواقع.. نحن نتعرض للتحرش الجنسي من قبل الحيوانات". وتابعت: "سمعت أن امرأة تعرضت للاعتداء من قبل قطيع من البابون، وأنها أصيبت بجروح بالغة".. فيما إيريمو ليست هي الضحية الوحيدة لمضايقات وتحرش مختلف أنواع القردة التي تعيش ب"متنزه أبيردار" الوطني القريب، وحوله. جونستون كينيانجوي، وهو شيخ قرية "إنداراشا" ويعمل معلما، فقد قال: "قردة البابون، التي نسميها نوغو، ذكية ومزعجة للغاية".. وأضاف غاضبا: "إنهم يستيقظون في الصباح الباكر ويغيرون مباشرة على مزارعنا"، مشيرا إلى أنه تعرض ذات مرة لهجوم زوج من قردة البابون. وتابع كينيانجوي: "حاولت إبعادهما عن المزرعة، فطاردني زوج من ذكور البابون، ولولا أنني كنت مسلحا بسكين كبير، لكانت الحيوانات هاجمتني".. وأشار شيخ القرية إلى أن النساء، على وجه الخصوص، هن الأكثر عرضة للمضايقات من قبل الحيوانات. ومضى قائلا: "لقد تمادت الحيوانات إلى حد لمس أجزاء حساسة من أجسادها وإظهارها للنساء"، لافتا إلى أن الرجال نادرا ما يتعرضون لمضايقات.. وأردف: "هذا الحيوان ذكي للغاية، ويمكنه التفريق بسهولة بين الرجال والفتيان والنساء والفتيات".. كما لفت إلى أنه عرف أن إحدى النساء نجت بأعجوبة من الاغتصاب من قبل مجموعة من البابون، وكانت محظوظة لتواجد بعض المارة الرجال، فلولا وجودهم لكانت تعرضت للاغتصاب. من جانبها، أقرت كاثرين وامباني، المدير الإقليمي لهيئة الحياة البرية في كينيا، بأن الحيوانات البرية تهاجم المستوطنات البشرية خارج "منتزه أبيردار" الوطني.. وقال: "كانت هناك مناطق اعتادت الحيوانات البرية المجيء إليها عندما كانت تتحرك بشكل موسمي.. ووجدت أن هناك مستوطنات بشرية عليها المرور بها، ما أدى إلى زيادة في الصراع". لكن المسؤولة انتقدت القرويين الذين يقومون بزراعة نبات الكرنب على طول ضفاف النهر خلال فترات الجفاف، مضيفة: "أنا لا أعرف ماذا نتوقع من حيواناتنا القيام به، وهذا بالتأكيد أحد أسباب الصراع"، على حد تعبيرها.. وألقت باللائمة على المجتمعات التي تعيش بالقرب من منطقة المحمية لتصعيدها الصراع مع الحيوانات البرية. وأشارت كاثرين إلى أن البعض يقطع أو يعبث بأسلاك السياج الكهربائي المحيط بالمحمية، وبهذه الطريقة يمكنهم الوصول بطرق غير قانونية إلى الحديقة.. كما أوضحت أنه عندما يتم قطع السياج الذي من المفترض أن يحمي أفراد المجتمعات المجاورة، يؤدي هذا لتصعيد مستوى الصراع، لافتة إلى أن بعض حالات هجوم البابون على المزارع وترويع السكان بالقرب من حديقة كان نتيجة العبث في السياج الكهربائي. ومضت قائلة: "لدينا حيوانات تتميز بمهارات التعلم. والرئيسيات سريعة التعلم. وبمجرد إدراكها أن السور قد تم العبث بها تخرج من الحديقة، ومن الصعب بالنسبة لنا أن نثنيها عن تلك السلوكيات".. وحثت المسؤولة السكان المحليين بألا يتولوا زمام الأمور بأيديهم عن طريق إيذاء أو قتل الحيوانات. * وكالة انباء الأناضول