أطلق ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك صفحة موسومة بشعار "لنتحد جميعا ضد المفسدين بالمحمدية"، يقومون خلالها بنشر الخروقات التي يرصدونها بمدينتهم، في محاولة لتغيير أوضاعها الغير اللائقة، وهي الصفحة التي وصل منخرطوها أكثر من 21 ألف شخص من أبناء المدينة. الناشط الجمعوي، والمذيع الرياضي بالإذاعة الوطنية، محمد خيي بابا، الذي أنشأ هذه الصفحة الفيسبوكية، قال إنه عاين أوراش بناء متعددة، على أرض تغمرها مياه جوفية، كان من الممكن استغلالها لتروي ظمأ فئة عريضة من ساكنة المحمدية، إلا أن المشرفين على تلك الأوراش، اختاروا توجيهها نحو قنوات الصرف الصحي، لتضيع وسط المياه الملوثة". وأورد خيي بابا، في تصريحات لهسبريس، لدى جولته بمدينة الزهور، أن كميات هائلة من المياه الجوفية يتم استخراجها بسبب حفر أساس بنايات جديدة في منطقة خضراء لم يكن من المفروض تشييد مبان فوقها، وتساءل "لماذا يتم التصريح للبناء في منطقة غنية بالمياه الجوفية". الحديقة الكبرى بالمحمدية، والتي أصبحت قبلة الزوار من ساكنة المدينة والسياح، هي الأخرى تعاني الويلات بسبب البناء الذي ترامى فجأة حولها، ليحجب عنها الشمس والهواء؛ ويقول خيي بابا "كنا نجلس في هذه الحديقة نستنشق هواء نقيا، واليوم أصبحت البنايات العالية تحجب عنا النظر، وتمنع عنا الهواء". رشيد، أحد أبناء المدينة، أورد بدوره للجريدة بأنه "في الوقت الذي تسافر فيه قبائل وعشائر عدة كيلومترات بحثا عن الماء، يقوم البعض بالمحمدية برمي المياه الجوفية في قنوات الصرف الصحي، لأن المسؤولين بالمدينة يغضون الطرف عن هاته الأفعال، رغم علمهم بها". ناشطة منخرطة في صفحة "لنتحد جميعا ضد المفسدين بالمحمدية"، عقبت على هذا الموضوع قائلة "الآن يتم استخراج المياه الجوفية ورميها بقنوات الصرف الصحي، وبعد فترة، سيدخل ماء البحر ليحل محلها، وبالتالي لن يبقى لدينا بالمحمدية ماء صالح للشرب، بعد أن تجف الآبار ويلقى بحمولتها في البحر".