يستحوذ السُّكّر الذي يتم إنتاجه بالمغرب على "حصة الأسد" في قطاع صناعة الحلويات بتركيا؛ فمن إجمالي كمّية السكر التي يستوردها المصنّعون الأتراك، سنويا، يمثل السُّكّر المستورد من المغرب، عبر شركة "كوسيمار"، نسبة 65 في المائة. في مستودع السكر داخل شركة "تاياش للأغذية"، بمدينة اسطنبول التركية، توجد آلاف الأطنان من السكر الوافد من المغرب، ويصل حجم واردات الشركة من السُّكّر نفسه ثلاثة آلاف طن خلال كل أربعين يوما، تُستعمل في صناعة الحلويات والشوكولاتة التي تُنتجها الشركة. "السكر المغربي هو روح منتجات تركيا من الحلويات والشكولاتة"، يقول مدير شركة "تاياش للأغذية"، وهي من الشركات الرائدة في هذا القطاع بتركيا، إذ يصل إنتاجها من الحلويات والشكولاتة إلى 150 طنا، يتم تصدير ثمانين بالمائة منها إلى 110 دول، منها المغرب. تصل حاجيات تركيا من السكر كل سنة إلى 350 ألف طن، تُوجّه 265 ألْف طن منها إلى قطاع إنتاج الحلويات والشكولاتة، وبالنسبة إلى رئيس اتحاد المصدّرين بإسطنبول، زكرياء ميتي، فإنّ لجوء المصنعين الأتراك إلى استيراد الحصة الأكبر من السكر من المغربي، راجع إلى جودته العالية. "في الأول كنّا نجد جودة السكر المغربي ضعيفة نوعا ما، الآن أصبح السكر الذي ينتجه المغرب عبر معمل كوسيمار ذَا جودة عالية، لذلك نستورده بكميات كبيرة، وهو حاضر بقوة في هذا القطاع"، يقول رئيس اتحاد المصدرين بإسطنبول في لقاء مع مجموعة من الصحافيين المغاربة. ويُرتقب أن تعرف واردات تركيا من السكر المغربي نموّا مطردا، بموازاة التطور الذي يشهده قطاع إنتاج الحلويات والشكولاتة ببلاد أتاتورك، إذ يُرتقب أن ترتفع الواردات من 80 ألف طن حاليا، إلى 100 ألف طن، ابتداء من السنة القادمة، بحسب ما أفاد زكرياء ميتي. ولا يتوقف السكر المستورد من المغرب عند حدود تركيا، بل يجري تسويقه، بعد أن يصير ضمن مكوّنات الحلويات والشكولاتة المُنتَجة في مصانع اتحاد المصدرين بإسطنبول، إلى عشرات البلدان، ويقول زكرياء ميتي: "نحن نستورد السكر من المغرب ونصدّره إلى مائتيْ دولة". ويروم اتحاد المصدرين بإسطنبول تطوير العلاقات التجارية مع المغرب، غير أنّ مسؤولي الاتحاد يقولون إنّ ارتفاع الرسوم الجمركية المطبقة على صادراتهم من منتجات الحلويات والشكولاتة إلى المغرب يَحُول دون تطوُّر الصادرات بوتيرة سريعة، كما يحول دون الاستثمار في إنشاء مصانع بالمغرب. يقول هداية قدير أوغلو، المدير العام لشركة "STG" لصنع الحلويات والشكولاتة، والتي تمتلك ثمانية مصانع في تركيا ومصنَعين في مصر والهند، إنه مستعد لإنشاء مصنع للحلويات والشكولاتة في المغرب، لكن ذلك يقتضي تخفيض الرسوم الجمركية المطبقة من طرف المغرب، من أجل معرفة حجم المبيعات من المنتجات التركية في المغرب أوّلا، وبالتالي تكوين فكرة عامّة عن السوق المغربية. وتابع أوغلو: "المغرب بلد شقيق له تاريخ وحضارة، وتجمع بين الشعبين التركي والمغربي قواسم مشتركة، لكنّ المغاربة يفضلون التعامل مع البلدان الأوروبية فيفرضون عليها رسوما جمركية منخفضة لا تتعدى في الحد الأقصى 10 بالمائة، بينما يفرضون على صادراتنا رسوما جمركية مرتفعة جدا"، مشيرا إلى أن مادة السكر المستعملة في صناعة الحلويات والشكولاتة في المصانع التابعة لشركته تُستورد كُلّها من المغرب.