توزعت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة اليوم الجمعة ، بين وظيفة الحقل الديني في ظل الظرفية الراهنة والمسألة الاجتماعية والتطورات الأمنية التي أصبحت واقعا يوميا في ظل مستجداتها المتواترة، فيما توقفت الصحف الموريتانية عند خلاصات ندوة بنواكشوط حول مكافحة الإرهاب والتطرف. ففي تونس، نشرت صحيفة (الضمير) مقالا مطولا تحت عنوان "الإعلام الديني الوطني في مواجهة الإرهاب"، عابت عليه ما يشوبه من "نمطية وضعف اتصالي وغياب للمنهج العلمي"، مفيدة بأن هناك إجماعا بين مختلف الأطراف السياسية والثقافية والإعلامية على تغذي الإرهاب أساسا من انتشار الفكر الديني المتطرف "حيث تم استقطاب الشباب التونسي في الجماعات الإرهابية عبر وسيلة أساسية تتمثل في غسل الأدمغة وغرس أفكار خاطئة عن الإسلام والجهاد". وعزت عجز تونس عن مجابهة هذا الفكر المتطرف لعدة عوامل، منها "غياب الإعلام الديني الوطني مقابل غزو الإعلام الديني من دول المشرق العربي عبر وسائل الإعلام والأنترنيت". وقالت إن هذا الإعلام يشكو في تونس من غياب المنهج العلمي لهذا التخصص حيث لا يوجد في معهد الصحافة وعلوم الأخبار أو في جامعة الزيتونة تخصص علميا يدرس الإعلام الديني، مشيرة إلى أن عديد الدراسات تؤكد أن محتوى الإعلام الديني في تونس "يتصف بالضعف والارتجال في التقديم وبالتخبط في تحديد الهدف من الإعلامية أو الاتصالية". ونقلت صحيفة (الشروق) عن الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد شوكات أن هذه الأخيرة "ستعمل على بسط سيطرتها على جميع المساجد بلا استثناء"، موضحا عقب مجلس حكومي، أن الحكومة ستعتمد في محاربتها للمساجد خارج السيطرة على "الإقناع والحوار والدعوة إلى الالتزام بالقانون في مرحلة أولى". وخصصت صحيفة (الصباح) جزء من اهتماماتها للشأن الاجتماعي في ضوء قرب إصدار معهد الإحصاء خارطته الأولى لمؤشر الفقر متعدد الأبعاد في تونس، ناقلة عن مختص أن المشكل في هذا البلد ليس الفقر المالي وإنما عمق الفوارق الاجتماعية التي تصنفها كافة الدول أنها أصعب الملفات التي يمكن تناولها، وأن من أعمق مخلفات توسيع الفوارق الاجتماعية في المجتمعات هي "تنمية الشعور بالتهميش وعدم الانتماء". وعززت الصحيفة حديثها عن هذا الموضوع بخارطة تفصيلية لتوزيع الفقر في 24 ولاية، تبين ، على الخصوص أن منطقة الشمال الشرقي التي تصنف على أنها الأكثر ثراء في تونس، بها أدنى مستويات الإنفاق الكلي الأسري، وأن ولايات الشمال الشرقي تعتبر الأكثر تجانسا في البلاد حيث يشترك الجميع تقريبا في نفس معدلات الفقر في حدود 30 في المائة، فيما ترتفع معدلات الفقر ومستوى توزيعه في مناطق الجنوب الغربي. على الصعيد الأمني، تناقلت الصحف أن مئات المتشددين ألقي عليهم القبض منذ الهجوم على بن قردان (جنوب-شرق تونس)، بينهم عناصر إرهابية وصفت بالخطيرة ومحل تفتيش في قضايا إرهابية، أحيلت كلها على القطب القضائي لمكافحة الإرهاب. وواصلت الصحف تعليقاتها على الاعتداءات التي عرفتها بروكسيل مؤخرا، موردة تصريحات لخبراء منها أن ما يحصل اليوم في أوربا "هو نتاج لسياسة غض الطرف والنفاق السياسي الأوربي إزاء عدة ظواهر سواء الإرهاب أو التطرف أو غيرها، وهو ما أدخل أوربا في مرمى الاستهداف الإرهابي"، وفق صحيفة (المغرب). وتناولت الصحف الموريتانية موضوع مكافحة الإرهاب والتطرف على ضوء الندوة التي استضافتها نواكشوط ، يومي الأربعاء والخميس ، حول دور علماء السنة في محاربة هذه الظاهرة. وأبرزت الصحف بالخصوص التوصيات الصادرة عن الندوة ومنها الدعوة إلى وضع استراتيجية متكاملة لمواجهة المشاريع التكفيرية المنحرفة التي تسعى إلى نشر الطائفية وتأجيج النزاعات لإضعاف الأمة الإسلامية والتمسك بمنهج الإسلام الوسطي ونبذ الخلافات ووضع برامج عملية جادة تحمي شباب الأمة الإسلامية من مزالق الغلو والانحراف الفكري. وركزت أيضا على الدعوة التي وجهها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لعلماء السنة للعمل على تقديم الإسلام في صورته الناصعة ونشر رسالته التي تحمل القيم الحضارية والمحبة والرحمة والسلام بين الناس جميعا. كما توقفت الصحف عند مصادقة الجمعية الوطنية (الغرفة السفلى للبرلمان) ، أول أمس ، على مشروع قانون يقضي بتعديل بعض أحكام القانون الصادر سنة 2010 المتعلق بمكافحة الإرهاب لتعزيز الترسانة القانونية الموريتانية في هذا المجال. ونقلت عن وزير العدل الموريتاني إبراهيم ولد داداه قوله أن من أهم أسلحة مكافحة الإرهاب امتلاك ترسانة قانونية توصøفه وتجرمه وتضع عقوبات زاجرة لممتهنيه وممجديه. على صعيد آخر، أشارت الصحف إلى مصادقة مجلس الوزراء خلال اجتماعه الأسبوعي ، أمس الخميس ، على مشروع قانون يجيز التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية وزرعها. وأوردت تصريحا لوزير الصحة كان بوبكر أوضح فيه أن لجنة عليا ستكلف بمتابعة القانون تضم برلمانيين وأطباء ومهندسين متخصصين مع الاستفادة من تجربة دول الجوار في هذا المجال. وعرجت الصحف على المباحثات التي أجراها المدير العام لصندوق النقد العربي عبد الرحمن بن عبد الله الحميدي مع المسؤولين الموريتانيين، مشيرة إلى أن زيارة المسؤول المالي العربي لنواكشوط ستتوج بتوقيع اتفاقية قرض مع نواكطشوط لدعم البرامج الإصلاحية التي تقوم بها الحكومة الموريتانية.