أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبيل توجهه الى روسيا عن أمله في أن يفتح لقاؤه المرتقب مع الرئيس فلاديمير بوتين صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، والتي شهدت توترا حادا خلال الأشهر الأخيرة بسبب إسقاط تركيا لمقاتلة روسية على الحدود التركية السورية. وقال أردوغان في مقابلة مع وكالة "تاس" الروسية "هذه الزيارة ستكون تاريخية. بداية جديدة.. وأنا على ثقة من أن المحادثات مع صديقي فلاديمير ستفتح صفحة جديدة في علاقاتنا الثنائية"... "أعتقد أنه أمام بلدينا الكثير لنعمله سويا ". واعتبر الرئيس التركي أن مشاركة روسيا مهمة جدا في حل الأزمة السورية ولا يمكن تسويتها بدون جهود موسكو، وقال "بدون مشاركة روسيا من المستحيل إيجاد حل للقضية السورية، فقط وبالتعاون مع روسيا نستطيع وضع حل سياسي للأزمة السورية ". ويتوقع أن يتوجه أردوغان اليوم الثلاثاء الى سان بطرسبورغ على رأس وفد رفيع المستوى يلتقى خلالها بوتين لتبديد التوتر بين البلدين وإعادة إحياء العلاقات الاقتصادية. وأجرى الرئيس الروسي في 29 يونيو الماضي مكالمة هاتفية مع نظيره التركي، ردا على رسالة من أردوغان قدم فيها اعتذارا لقيام تركيا بإسقاط القاذفة الروسية "سو-24"، في 24 نونبر الماضي، وأعرب عن اهتمام أنقرة بتسوية هذا الموضوع . واتفق البلدان على إعادة التعاون بينهما في المجال الاقتصادي وغيره من المجالات، كما اتفق الرئيسان على إجراء محادثات في سان بطرسبورغ. ويتوقع مراقبون إعادة النظر في عدة مشاريع بين تركياوروسيا، كانت قد تم تجميدها ويتعلق الامر اساسا باستئناف العمل بمشروع السيل التركي. وكانت روسيا أعلنت مطلع ديسمبر 2014، إلغاء مشروع انبوب الغاز الذي كان يمر من تحت البحر الأسود عبر بلغاريا إلى جمهوريات البلقان والمجر والنمسا وإيطاليا، وذلك بسبب موقف الاتحاد الأوروبي الذي يعارض ما يعتبره احتكارا للمشروع من قبل شركة الغاز الروسية "غاز بروم ". وبدلا منه، قررت روسيا مد أنابيب لنقل الغاز عبر تركيا من خلال "السيل التركي"، ليصل إلى حدود اليونان، وإنشاء مجمع للغاز هناك، لتوريده فيما بعد لمستهلكين جنوبي أوروبا . ومن المتوقع أن يبلغ حجم ضخ الغاز الروسي في الخط، 63 مليار متر مكعب سنويا، منها 47 مليار ستذهب للسوق الأوروبية، فيما سيخصص 16 مليار للاستهلاك التركي.