وجّه مغاربة يعتنقون المذهب الشيعي رسالة نصية، عبر صفحات التواصل الاجتماعي، إلى الملك محمد السادس تطالب بالتدخل لدى سفارة المملكة بلبنان، من أجل تمكين شاب مغربي شيعي من وثائقه القانونية، متهمة مسؤولين مغاربة بما وصفوه "ممارسة تضييقات واضطهادات ضد أتباع مدرسة أهل البيت". وفي رسالة كتبها تجمع شيعي لمغاربة ينتمون إلى ما أسموه "مؤسسة المواطن الرسالي للدراسات والأبحاث الإسلامية بالمغرب": "نناشد صاحب الجلالة الملك محمدا السادس العدالة"، مضيفة أن من وصفته المسؤول الإعلامي للمؤسسة "علق ببلد غريب بجواز سفر منتهي الصلاحية والبطاقة الوطنية كذلك. بعد إغلاق السفارة المغربية ببيروت أبوابها في وجهه". وتابع المصدر ذاته اتهامه للسفارة المغربية بلبنان برفض تجديد أوراق الشاب المغربي "بسبب خلفيته الشيعية"، موضحة أن الأمر يتعلق بأنس التطواني "الذي تربى بين أحضان السلفية بعد استبصاره لنور الحق وتشيعه سنة 2007 وعانى على إثر ذلك الويلات من المتطرفين رفاق الأمس"، وفق تعبير الرسالة، التي أضافت: "اليوم، تغلق السفارة أبوابها بوجهه كأنه لم يكن مغربيا". ويرى نص الرسالة، التي تتوفر هسبريس على نسخة منها ووقعت بعبارة "المكتب الإعلامي.. حرر ببيروت"، أن ما نقلته من اتهامات للتمثيلية الدبلوماسية المغربية بلبنان تبقى "نموذجا بسيطا من التضييقات والاضطهادات التي يتعرض لها أتباع مدرسة أهل البيت ع"، موجهة نداء يتضمن عبارة "نناشد كل المؤسسات الحقوقية، الحكومية منها وغير الحكومية، بالدفاع عن حق أنس بحق الجنسية". وفي تصريح أدلى به الشاب المغربي المعني بالرسالة لهسبريس، وهو يدعى أنس الحمدي ويبلغ من العمر 26 سنة، فإن المشكل الأساسي هو رفض تجديد الوثائق الرسمية، المتمثلة في جواز سفره الذي انتهت مدة صلاحيته؛ "لكن الأمر له صلة مباشرة بتوجهي الشيعي.. حيث قمت بالزيارة الأربعينية للعراق، وما لاحظه المسؤولون المغاربة في السفارة من الختم العراقي على جوازي". ويضيف أن توجهه إلى السفارة المغربية بلبنان دفع المسؤولين المغاربة إلى طرح أسئلة تتعلق "بمدينة تطوان التي نشأت فيها.. قبل أن يتحول النقاش إلى استفسار حول السبب وراء طلبي تجديد جواز سفري.. حيث أخبرتهم بنيتي في السفر إلى إيران من أجل إكمال الزيارات المقدسة، قبل أن يطالبني أحدهم بالعودة فورا إلى المغرب والتكفل بمصاريف الطائرة مقابل التخلي عن توجهي الشيعي.. لكني رفضت"، وفق تعبيره. وكشف الحمدي أن سفره إلى العراق كان ضمن وفد يضم ثلاثة أفراد "زرنا المرجعيات الشيعية بغرض التعريف بشيعة المغرب ودورهم تاريخيا.. فالحمد لله، استجابت لنا المرجعيات"، قبل أن يشدد على أن مسؤولا في السفارة المغربية بلبنان طالبه بالعودة الفورية إلى المغرب "هددني بالقول إن لم أعد إلى البلاد، فسيتم التبليغ ضدي لدى الأمن العام اللبناني لاعتبار أني مطلوب أمنيا ولا أتوفر على وثائق قانونية". وفيما كشف الشاب المغربي توجهه إلى هيئات حقوقية دولية للتدخل لدى السفارة المغربية، طالب المعني ذاته بتجديد وثائقه القانونية، قبل أن يضيف مطلبا آخر يتعلق بتوجهه المذهبي، قائلا: "أطالب بالكف عن محاربة الشيعة المغاربة والمرجعية الشيعية.. فنحن نقوم بمساعدة المحتاجين بالمغرب ولا نهدد أمن وسلامة وطننا.. فنحن مواطنون مغاربة؛ إذا كان اليهودي معترفا به في بلدي وله حقوقه، فكيف بمذهب إسلامي يقر بكل أركان الإيمان وكل الكتب السماوية؟"، يتساءل الشاب المغربي الشيعي باستنكار.