يحتفي الميكرفون الإذاعي بيومه العالمي الذي يصادف ال 13 من شهر فبراير من كل عام، في وقت عرف فيه القطاع الإذاعي بالمغرب طفرة حقيقة أثثت المشهد السمعي بالعديد من المنابر الإعلامية الجديدة بعدما تم تحريره سنة 2006. فتح المجال للإذاعات الخاصة جعل المنافسة تحتدم بين مالكيها من أجل جذب أكبر نسبة استماع قصد جلب مستشهرين أكثر بما يتلاءم والنموذج الاقتصادي لهته المقاولات الصحافية، إلا أن المحتوى المقدم أثار في العديد من المرات الكثير من الأسئلة، خاصة أن الإذاعات الخاصة، بالأساس، انفتحت على مواضيع كانت إلى عهد قريب تدخل ضمن مواضيع "الطابو"، أو المسكوت عنه. عائشة تازي، أستاذة مادة الإذاعة بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، قالت إن هذا الانفتاح الذي عرفه المجال الإعلامي السمعي، بإحداث محطات إذاعية خاصة، "لا يمكن أن نجادل فيه أو ننكر أنه مكسب حقيقي للخريطة الإعلامية الوطنية"، قبل أن تستطرد بالتساؤل "إلى أي حد أفاد هذا الانفتاح في تجويد الخطاب الإعلامي المغربي؟"، مضيفة أن "هاد التساؤل أصبح طرحه مستعجلا في ظل ما يروج في الساحة الإعلامية الوطنية، وهو ما يدفعنا إلى التساؤل حول مدى توفق هاته الإذاعات في نحت وصناعة مواطن مغربي يمتلك القدرة على الإنصات التي تكسبه الحس النقدي". الإعلامية المغربية التي سبق وأن نشّطت برامج بالإذاعة الوطنية، أردفت، في تصريحها لجريدة هسبريس، أن عملية المتابعة للمنتوج الإذاعي المقدم، خاصة من طرف الإذاعات الخاصة، تمكّن المهتمين بالمجال من تسجيل العديد من الملاحظات؛ منها ما هو إيجابي ومنها ما هو سلبي. وأوضحت تصورها بالقول إن هاته الإذاعات فتحت هامشا من الحرية أكبر، "ولو أن هذه الحرية يجب أن نخضعها هي أيضا للمساءلة، لمعرفة إلى أي حد هي حرية فاعلة ومسؤولية وليست تسيبا"، قبل أن تضيف أن هناك منافسة شرسة كان يفترض أن تخدم هذا المشهد من أجل تجويد الخطاب، مع استحضار مواضيع أخرى كانت تدخل ضمن الطابو، "لكن ما أعتبره مكسبا حقيقيا هو تحقيق ما يسمى بدمقرطة إعلامية واستحضار هوامش المغرب في المشهد الإعلامي، بعدما أصبحت هناك إذاعات خاصة في جغرافيات نائية". وفي مقابل ذلك، ترى التازي أن "هناك بعض السلبيات التي لا تخفى على أي متابع، وبالأساس مستوى اللغة الموظفة؛ فالحقيقية تؤكد أن اللغة أصبحت تجلد بشكل يومي في المنابر الإعلامية، وكذلك المهنية التي من المفروض أن تكون من أبجديات الإعلام في تحري الخبر والموضوعية، وهي الأشياء التي أصبحت مفقودة بشكل كبير". الأستاذة بالمعهد سجلت خلال معرض حديثها أن المؤسف في المنتوج الإذاعي الحالي كون الإذاعات أصبحت تغلب البعد الترفيهي بشكل كبير على البعد الإخباري والتثقيفي؛ "فجل الإذاعات تتنافس فقط في تقديم برامج للترفيه، وهذا ما لا يتوافق مع إعلام بلد لا يزال في طور التقدم، وطالما أن الإذاعات محكومة بسلطة نسب الاستماع سيقتصر إنتاجها على الترفيه والتسطيح، ما يشكل خطرا حقيقيا على الإعلام المغربي".