اهتمت الصحف الصادرة اليوم السبت ببلدان أوروبا الغربية بمجموعة من المواضيع من أبرزها العملية العسكرية الأمريكية ضد قاعدة عسكرية للنظام السوري ردا على الهجوم الكيماوي على إدلب، ودهس شاحنة للمارة وسط ستوكهولمالسويدية. ففي إسبانيا خصصت الصحف أبرز تعاليقها للضربة الأمريكية التي دمرت قاعدة جوية للنظام السوري ردا على الهجوم الكيماوي الذي استهدف بلدة سورية متمردة. وكتبت (الباييس) أن الولايات المتحدة هاجمت للمرة الأولى قوات النظام السوري منذ بدء النزاع، مشيرة إلى أن 59 صاروخا دمر قاعدة الشعيرات الجوية، مما تسبب في ارتفاع التوتر بين واشنطن وموسكو. من جهتها أوردت (الموندو) أن الدول الأوروبية دعمت العمل العسكري لحليفها الأمريكي، معتبرة أن الأمر تعلق بعملية مدروسة ومحددة في أهدافها رامت الحد من قدرة النظام السوري على تنفيذ هجمات كيماوية جديدة. وتابعت اليومية أن روسيا أدانت الهجوم الأمريكي على القاعدة الجوية السورية الذي خلف مقتل سبعة أشخاص، وعطل بروتوكول التعاون مع الولايات المتحدة، مؤكدة أنها ستعزز "دفاعاتها" في الأراضي السورية. أما (أ بي سي) فقالت، تحت عنوان "ترامب يرسم الخطوط الحمراء للولايات المتحدة في سورية"، إن الهجوم المفاجئ على القاعدة الجوية السورية أدى إلى قطع العلاقات مع روسيا وتحديد حدود سياسة "عدم التدخل". وفي سياق متصل كتبت (لا راثون)، تحت عنوان "أمريكا ترامب تدخل الحرب"، أن الرئيس الأمريكي ذهب للمواجهة غير المباشرة مع روسيا بدعم من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وأنه بهذه الضربة أضحت واشنطن بعيدة عن سياسة "أمريكا أولا" وأرسلت تحذيرا لكوريا الشمالية وإيران. وفي بلجيكا، ركزت الصحف اهتمامها على الضربات الأمريكية ضد قاعدة عسكرية سورية ردا على الهجوم الكيميائي على محافظة إدلب، والهجوم بالشاحنة في وسط ستوكهولم والذي أدى إلى مقتل أربعة اشخاص وإصابة آخرين. فتحت عنوان " الرسالة القوية لترامب "، كتبت (لوسوار) أن الضربة الأمريكية تعيد الولايات المتحدة إلى قلب الأجندة الدولية وتواجه السياسة الروسية ". غير أن كاتب العمود تساءل إذا ما كان هذا القرار سيغير المعطى في سوريا، مشيرا إلى أنه " لا شيء يؤكد أن ترامب قرر أن تكون بلاده فاعلا عسكريا منخرطا في النزاع السوري إلى جانب الثوار ". من جانبها، خصصت (لاليبر بلجيك) عشر صفحات للضربات الأمريكية، حيث أكدت أن الصرامة والسرعة التي ميزت رد الفعل الأمريكي فاجأت العالم، ودمشق وموسكو، مرورا بالعواصم الأوروبية. فبالنسبة للجريدة فإن هذه الضربات تشكل " أول أكبر اختبار دولي بالنسبة لدونالد ترامب". وفي موضوع آخر، اهتمت (لاديرنيير أور) بالهجوم بالشاحنة بستوكهولم ، مشيرة إلى أن اعتداء أمس يذكر بهجمات تنظيم الدولة في لندن وبرلين وفي نيس. وفي بريطانيا اهتمت الصحف بشراء عملاق الإعلام الأمريكي 21 سيت فوكس فوكس لمجموعة سكاي التلفزيونية البريطانية، وتأثير البريكست على السوق المالية العالمية. وتطرقت (الفاينانشال تايمز) لموافقة اللجنة الأوروبية على عرض عملاق الاعلام الامريكي 21 سيت فوكس شراء المجموعة التلفزيونية البريطانية سكاي، معتبرة أن هذه الصفقة لا تثير مشاكل المنافسة في أوروبا. أما (الغارديان) فأوردت تصريحات محافظ البنك المركزي البريطاني، مارك كارني، التي اعتبر فيها أن البريكست يشكل اختبارا للسوق المالية العالمية، قائلا إن بلاده عملت مع شركائها الرئيسيين في مجموعة ال20 في السنوات العشر الماضية على استخلاص الدروس من الأزمة المالية وإنشاء نظام "أكثر أمانا وأبسط وأكثر عدلا". وفي إيطاليا، ركزت الصحف على موضوعين رئيسيين، وهما الهجوم الامريكي ضد القاعدة العسكرية السورية، والشاحنة التي زرعت الرعب في العاصمة السويدية. وكتبت صحيفة (لا ريبوبليكا) أن الولايات المتحدة حذرت أمس الجمعة من أنها مستعدة لشن هجمات جديدة ضد النظام السوري، وتنفيذ عقوبات اقتصادية جديدة ضد هذا النظام. ونقلت الصحيفة عن السفير الامريكي لدى الامم المتحدة نيكي هالي "نحن مستعدون للقيام بالمزيد، ولكن نأمل أن لا يكون ذلك ضروريا". وقالت الصحيفة إن البنتاغون يشتبه في أن هناك من ساعد الجيش السوري في هجومه الكيماوي ضد المدينة المتمردة شمال غرب البلاد، لكنه لم يصل الى حد اتهام روسيا، الحليف الرئيسي لبشار الأسد مع إيران. من جانبها، أوردت صحيفة (المساجيرو)، أنه تم توقيف رجل يشتبه في ارتكابه "جرائم ذات طبيعة إرهابية" في ستوكهولم، في أعقاب هجوم دموي لشاحنة زرعت الرعب في العاصمة السويدية. وأضافت الصحيفة أن الشاحنة انطلقت بسرعة عالية لتدهس المارة في وسط ستوكهولم مما خلف، وفق أحدث حصيلة، 4 قتلى و15 جريحا، بينهم عدد من الأطفال. ووفقا للصحيفة، فإنه تم القاء القبض على شخص آخر في وقت لاحق من مساء أمس في إحدى ضواحي العاصمة، يحتمل أن يكون على "صلة" بالمعتقل الأول. وفي البرتغال، كتبت (بوبليكو)، تحت عنوان "شاحنة تنشر الرعب هذه المرة في السويد"، أن فيلم الرعب في أوروبا شوهد في نيس وبرلين ولندن، وتكرر هذه المرة في شارع المشاة الرئيسي بستوكهولم، حيث دهست شاحنة كانت تسير بسرعة عالية المارة مما أسفر عن أربعة قتلى على الأقل و15 جريحا، إصابات بعضهم خطيرة، بحسب السلطات السويدية. أما (دياريو دي نوتيسياس) فذكرت أن الموقوف، الذي يشتبه في أنه منفذ الهجوم بالشاحنة وسط ستوكهولم، أوزبكي متعاطف مع تنظيم "داعش" الارهابي، وفقا لصحيفة (افتونبلادت) السويدية، التي أفادت نقلا عن مصادر مجهولة، أن هذا الشخص (39 سنة) اعترف بفعله، وأن بصماته تتطابق وبصمات الشخص الذي عممت الشرطة السويدية صورته. وفي سويسرا كتبت (تريبيون دو جنيف)، تحت عنوان "العمدة، وتوماهوك وجنيف"، أن "ما فشل فيه أوباما قام به دونالد ترامب، وهو الرد المناسب على الهجوم الكيماوي الذي نفذه النظام السوري" على إدلب، مشيرة إلى أن "الهجوم الأمريكي لم يسبق له مثيل". من جهتها تساءلت (24 أور) إن كان رد فعل الولايات المتحدة سيذهب بعيدا أو يقرب بين أطراف النزاع من إنهاء الحرب التي أودت بحياة أزيد من 300 ألف شخص، متأسفة لعدم اتخاذ مجلس الأمن الدولي أي قرار واضح ضد نظام الأسد. وفي سياق متصل أشارت (لوتون)، تحت عنوان "واشنطن تهدد بالقيام بالمزيد في سورية"، أن الإدارة الأمريكية أطلقت إشارات متضاربة بشأن الأزمة السورية. وفي فرنسا علقت الصحف بشكل خاص على الضربات الامريكية التي استهدفت قاعدة للجيش السوري ، اذ كتبت صحيفة (لوفيغارو) ان صواريخ طوما هاوك الامريكية التي سقطت على هذه القاعدة لا تتوفر سوى على رأس واحدة متفجرة لكنها تشبه الصواريخ الحاملة للرؤوس النووية (ميرفي) القادرة على اصابة عدة اهداف في نفس الآن ، مضيفة ان الولايات المتحدة تكون قد توخت بذلك تحقيق ثلاثة اهداف على الاقل تتمثل في استهداف نظام دمشق، واعادة وضع اسس الحوار مع روسيا ثم الجبهة الداخلية التي يصبح معها دونالد ترامب بمثابة زعيم حرب حاسم. من جهتها قالت صحيفة (ليبراسيون) ان الضربات التي امر بها دونالد ترامب ضد سوريا كان لها تأثير تحرري بعد عدة سنوات، مبرزة ان بشار الاسد تجاوز الخطوط الحمر بشكل كبير وكان يتعين ان يقوم ترامب بتنبيهه. وأشارت الصحيفة الى انه حان الوقت لاظهار ان الرئيس السوري لا يتمتع باي حصانة تجنبه العقاب. من جانبها ذكرت صحيفة (لوموند) ان الضربات الامريكية شكلت تحولا في مواقف رئيس الولايات المتحدة الامريكية دون القيام بتدخل طويل الامد ، مذكرة بان هذا التحول جاء بعد ان استسلمت الادارة الامريكية لمقاومة بشار الأسد.