تُعرف مدينة خريبكة والمناطق المجاورة لها بطقسها البارد والقارس شتاء، والحار والجاف صيفا، نظرا لوجودها بالهضبة الفوسفاطية، وارتفاعها عن سطح البحر بأزيد من 800 متر، وبُعدها عن الساحل الأطلسي بحوالي 100 كيلومتر؛ وهو ما يجعل تزامن شهر رمضان مع الفترات الصيفية بمثابة تحدٍّ لأبناء المنطقة، ومحطة عسيرة أمام زوار المدينة وباقي قاطنيها المتوافدين من المدن ذات الطقس المعتدل. ونظرا لتزامن شهر رمضان مع فصل الصيف، في السنوات القليلة الماضية والعام الجاري، يحرص سكان المنطقة على تناول بعض المأكولات في وجبات الإفطار والعشاء والسحور، لعلها تخفّف عنهم حدّة العطش خلال نهار رمضان، كما يتّخذ أغلب الصائمين عددا من التدابير والاحتياطات والإجراءات الكفيلة بمساعدتهم على الصيام في ظروف سليمة تتناسب ومناخ المنطقة. محمد أيت صالح، أحد سكان مدينة خريبكة، قال إن طبيعة عمله في محل تجاري تساعده على قضاء نهار رمضان بعيدا عن أشعة الشمس وحرارة الجو، حيث يحاول البقاء في محل اشتغاله من الساعة العاشرة صباحا إلى السابعة مساء، محاولا تفادي كل مجهود قد يؤثّر سلبا على صيامه، خاصة حين يتزامن شهر رمضان مع الفترة الصيفية. وأوضح المتحدث ذاته، تصريح لهسبريس، أن حرارة الجو في مدينة خريبكة تفرض عليه تناول السوائل في وجبتي الإفطار والسحور، خاصة الماء والعصائر، إلى جانب باقي المأكولات المعروفة في شهر رمضان، مؤكّدا أن آخر ما يتناوله قُبيل أذان صلاة الصبح يتمثل في كأس عصير بارد وكؤوس من الماء، من أجل التقليل من حالة الاجتفاف والعطش التي قد تطاله خلال النهار. رشيد بلفقيه، الذي قضى سنوات من عمره بمدينة خريبكة، أكّد، في تصريح لهسبريس، أنه "يحاول قدر الإمكان التقليل من التحركات والأنشطة خلال النهار، على غرار العديد من الصائمين في المنطقة المعروفة بارتفاع درجة حرارتها"، مشيرا إلى أنه "يقضي نهاره في منزله إلى حدود صلاة العصر، حيث تدبّ الحركة والجولان وسط المدينة، ويخرج الصائمون لاقتناء حاجياتهم وقضاء أغراضهم". وعن الأغذية التي يحرص على تناولها في رمضان، كشف رشيد أن "سحوره الرمضاني لا يخلو من "السّفوف" و"الحريرة"، نظرا لما يوفّرانه من طاقة للجسم خلال النهار"، مؤكّدا أن "لا مفرّ من العطش بخريبكة مهما اتخذ الصائم التدابير والاحتياطات، إلا أن الترويح عن النفس في سدّ زمرين أو عين قيشر أو حدائق الحي السكني الفيلاج يساعد الصائم الخريبكي على قضاء يومه في ظروف ملائمة". وفي السياق ذاته، أوضح المهدي أفروخ، بصفته طبيبا داخليا بالمستشفى الإقليمي الحسن الثاني بخريبكة، أن "من بين الاحتياطات الواجب اتخاذها من لدن سكان مدينة خريبكة شرب أزيد من لتر ونصف اللتر من الماء بين وجبتي الإفطار والسحور، من أجل الاستفادة منها خلال فترة الصيام، خاصة لدى المصابين ببعض الأمراض المزمنة، وتجنب الأطعمة المقلية الغنية بالدهنيات". وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أنه "من بين النصائح التي يُمكن تقديمها إلى الصائمين في المناطق الساخنة تأخير السحور، وتناول مواد غذائية مفيدة للجسم وغنية بالبروتينات والسكر السريع في الإفطار، والسكر البطيء في السحور، مع ضرورة تجنب الخروج في وقت الذروة، حين تكون حرارة الشمس في ذروتها".