تعود الممثلة التونسية هند صبري إلى الدراما المصرية هذه السنة بعمل درامي مختلف عن الذي عهده عليها المتابع العربي، وتطل من خلال دور إنساني في مسلسل "حلاوة الدنيا"، الذي يعرض على القنوات المصرية. وتدور أحداث المسلسل، الذي ترك بصمة أمل في قلوب مرضى السرطان، حول فتاة تقرر الزواج، إلا أنها تكتشف خلال فحص ما قبل الزواج الروتيني أنها مصابة "باللوكيميا"، أي سرطان الدم، وتحتاج إلى الخضوع للعلاج الكيميائي السريع لتنجو من الموت. وتدخل هند صبري، التي تلعب دور "أمينة" في المسلسل، في مرحلة صراع طويلة مع مرض السرطان، بعد أن تخلى عنها خطيبها عند اكتشافه مرضها. أحداث المسلسل الذي لقي تفاعلا كبيرا من المتابع العربي، الحريص على تتبع حلقاته، تستمر في قالب اجتماعي رومانسي، إذ تكمل الشخصية حربها مع السرطان، وتتعرف على شاب يساندها في طريق علاجها الوعر الذي يتطلب الكثير من الحب والقوة. ومثلت عند صبري مشهدا صعبا للغاية أثناء قيامها بحلق شعرها الذي كان يتساقط أمام أعينها بعدما اضطرت إلى أخذ جرعات العلاج الكيميائي، الأمر الذي خلق عدة تساؤلات على الفضاء الأزرق، وكسبت من خلاله تعاطفا واسعا، لتخرج في ما بعد بتصريح تؤكد من خلاله أنها لم تقم بحلق شعرها بشكل حقيقي، بل استعانت بمساعدة خبير شعر محترف لتظهر وكأنها تخلت عن شعرها. وأعرب العديد من متابعي المسلسل عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن أن اختيار التونسية هند صبري لهذا الدور هو اختيار ناضج وحقيقي وواقعي تعيشه آلاف النساء عبر العالم، ممن خذلن من شركاء حياتهن في الأشهر الأولى من اكتشافهم للمرض. بهذا الدور الحساس والواقعي كما وصفه المتابعون تمكنت التونسية هند صبري بوعيها وثقافتها العالية وحسها الفني الراقي من التفوق على زميلاتها الممثلات المصريات المشاركات في هذا الموسم بأعمال درامية. يذكر أن هند صبري توجهت مؤخرا في العديد من أعمالها السينمائية والتلفزيونية إلى معالجة قضايا المرأة العربية التي تضرب في صميم الواقع المعاش، وتمكنت من ترك بصمة في ذاكرة المشاهد العربي بأفكارها وعمق الجانب الإنساني الذي تجسده من خلال نصوص تتميز بالطابع الاجتماعي والواقعي. يشار إلى أن بدايات الممثلة هند صبري الفنية كانت من خلال فيلمين سينمائيين تونسيين، ظهرت بهما في دور جريء لفت انتباه المخرجة المصرية إيناس الدغيدي، التي دعتها إلى القاهرة وأسندت إليها دور البطولة في فيلم "مذكرات مراهقة" الذي فتح لها أبواب السينما المصرية، لتصبح في ما بعد أهم وأنجح الممثلات العربيات، وتحصل على الرتبة 89 ضمن أقوى 100 امرأة عربية سنة 2013.