يعيش مجلس مدينة الدارالبيضاء على وقع غليان كبير بسبب الزيارة الأخيرة التي قام بها مصطفى لحيا، نائب عمدة المدينة، رفقة رئيس فريق مستشاري العدالة والتنمية نور الدين قربال، إلى كندا لحضور فعاليات الجمع العام السابع والثلاثين للمؤتمر الدولي لعمداء المدن الفرنكوفونية. وبحسب المعطيات التي حصلت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن الزيارة التي قام بها نائب العمدة ورئيس فريق "البيجيدي" إلى مونريال الكندية أثارت غضب المستشارين ورؤساء فرق ورؤساء بعض اللجان الدائمة. عبد الجليل أبازيد، رئيس لجنة التعاون والشراكة والعلاقات العامة بمجلس المدينة، استغرب، في اتصال هاتفي بجريدة هسبريس الإلكترونية، هذه الزيارة، وأكد أن عددا من المنتخبين والمسؤولين بالمجلس لم يتم إخبارهم بها. وقال أبازيد المنتمي إلى صفوف الأغلبية المسيرة للمجلس: "لقد جرى تغييبنا، ولم يتم إخبارنا بهذه الزيارة وأسبابها، وكذا أسباب اختيار رئيس فريق العدالة والتنمية بالتوجه في هذه الزيارة لحضور المؤتمر دون غيره من رؤساء الفرق". وأكد رئيس اللجنة أن الأعضاء "لن يسكتوا على هذا الأمر؛ إذ سنعمل على مراسلة العمدة عبد العزيز العماري من أجل توضيح ملابسات هذا الأمر"، مشددا على أن "هذا الاحتكار والظلم الذي يقوم به حزب العدالة والتنمية يجب أن يزول؛ ذلك أننا كمنتخبين يتم التعامل معنا كباقي المواطنين في الحصول على المعلومة". من جهته، المستشار الجماعي كريم كلايبي، المنتمي إلى صفوف حزب الأصالة والمعاصرة، سجل، في اتصال هاتفي بالجريدة، استغرابه الشديد من مشاركة رئيس فريق "البيجيدي" في هذه الزيارة، وتساءل عن "المعايير التي يعتمدها مسؤولو المجلس لاختيار من يمثله في المحافل الدولية". وقال المتحدث نفسه: "إذا ما افترضنا أن قربال شارك بصفته رئيس فريق بالمجلس، فإن هذا الأخير يزخر برؤساء فرق لهم من الكفاءة والتجربة ما يخول لهم تمثيل الجماعة الحضرية أحسن تمثيل". واعتبر العضو الجماعي أن "الإقصاء والتهميش اللذين تنتهجهما الأغلبية لن يرفعا من مستوى الحكامة الجيدة المنشودة"، داعيا إلى "ضرورة تسيير وتدبير مرافق الجماعة بطريقة تفاوضية سلمية في ظل مقاربة تشاركية من أجل تأمين ازدهار حقيقي للمدينة". من جهته، نور الدين قربال، رئيس فريق العدالة والتنمية، أكد أن زيارته، رفقة نائب العمدة إلى كندا، جاءت بطلب من العمدة العماري بعد لقاء جمعهما في البرلمان، مضيفا أن "العمدة له تصور جديد بضرورة حضور رؤساء الفرق مثل هذه اللقاءات على اعتبار أن لهم بعدا سياسيا". وأوضح المتحدث أن العمدة "يعقد اجتماعات دائمة مع رؤساء الفرق بالمجلس، ويخبرهم بمثل هذه المستجدات"، مشيرا إلى أن "هذه الزيارة تزامنت مع العشر الأواخر من رمضان، وكان هناك إشكال في من يمكنه الحضور من رؤساء الفرق، فتم إخباري بها من طرف العمدة وسط البرلمان ورحبت بها". وأورد في هذا السياق أن رؤساء الفرق عبروا، يوم الاثنين الماضي، عن عدم رغبتهم في حضور لقاء مماثل بفرنسا، ما يعني، بحسبه، "عدم وجود نية لإقصاء أي مكون سياسي".