تعتزم مجموعة من النقابات العمالية وأفراد من المجتمع المدني وعدد من العمال الذين فقدوا عملهم في شركة خاصة بالنسيج بمكناس تنظيم بمسيرة احتجاجية في الأيام القليلة المقبلة، كوسيلة للتنديد بالوضع الاجتماعي المزري الذي وصلت إليه عائلات المطرودين جراء تسريحهم من العمل دون حصولهم على مستحقاتهم وحقوقهم. ومنذ شهر أكتوبر الماضي، وبعد تعرض أزيد من 700 عامل وعاملة للتسريح من العمل، يمسي ويصبح المطرودون في وقفات احتجاجية أمام مقر عملهم الذي فقدوه دون نيل مستحقاتهم. ولم يخلص اجتماع أقيم بالرباط يوم الثلاثاء الماضي بمديرية التشغيل إلى حل، رغم أن النقابات العمالية راهنت عليه لإيجاد منفذ لأزمة العمال الخانقة، وهو ما يؤكده النقابي والعامل سريان محمد في حديث لهسبريس قائلا: "كان لقاء بدون جدوى. نحن تائهون في حلقة مفرغة دون تحرك السلطات المعنية لإيجاد حل لمشكل يهدد أسرنا". وأكد المتحدث في تصريح لهسبريس أن "معظم الأسر تشردت ولجأت إلى التسول لضمان قوت يومها، بحكم اشتغال جل أفرادها في الشركة نفسها؛ بينما غادر الأطفال دراستهم ولجؤوا إلى الاحتجاج ليل نهار أمام باب مصنع النسيج، مشيرا إلى أن "عامل الإقليم تدخل وراسل المحكمة الابتدائية، وطالب صاحب الشركة بفتح أبوابها للعمال والالتزام بسداد أجورهم الخاصة بأكتوبر الماضي، لكنه لم يستجيب إلى حد الآن لهذه المراسلة". ومن الشعارات التي يرفعها المتظاهرون في احتجاجاتهم: "الحكومة المغربية تحملي المسؤولية، الأنصاري في البرلمان لتشريد العمال، بالنضال والصمود الحقوق ستعود، التازي يخطط والأنصاري ينفذ"... وينوي العمال التصعيد خلال الخطوات الاحتجاجية القادمة، كما يعتزمون تنظيم مسيرة احتجاجية. وفي هذا الصدد يقول المتحدث لهسبريس: "ستكون الخطوات القادمة أكثر تصعيدا من السابق، إذ سننظم مسيرة احتجاجية ستشارك فيها جميع الأسر المتضررة، بالإضافة إلى جمعيات المجتمع المدني وعامة المتضامنين مع قضيتنا. وإن لم يستجيب المسؤولون لمطالبنا سنتخذ أساليب أخرى للاحتجاج". وأضاف النقابي الناطق باسم العمال في حديثه لهسبريس: "بعد جلسات متتالية لإيجاد حل للمشكل نعبر عن انزعاجنا مما آل إليه الملف بعد تعثر تنفيذ محاضر الاجتماعات لأسباب قيل إن لها علاقة بأطراف أخرى"، مؤكدا أن "مستثمرا فرنسيا سيدخل على الخط، لكونه شريكا في صفقة شراء الشركة، للتأكد من تفاصيل الصفقة، وتحديد التزامات الأطراف". وسبق لمسؤول من داخل الشركة أن أكد لهسبريس أن "المؤسسة قامت بتسريح العمال بشكل موسمي مثل المرات السابقة التي يتم فيها إيقاف عدد من العمال، نظرا لضعف الإنتاج في هذه الفترة". وحول طرد العمال الذين فاق عددهم 700، أضاف المسؤول ذاته: "فعلا قامت شركتنا بتسريح كل العمال حاليا، لكنها لا تنوي طردهم بصفة نهائية؛ فالأمر يتعلق بعملية الإنتاج الموسمي".