تمكن الطباخ المغربي عبد المنعم زروالة من فرض نفسه في ظرف سنوات قليلة كرئيس للطهاة في عالم الطبخ الصيني، مساهما بذلك في انفتاح الأخير على فن الطبخ المغربي بهونغ كونغ. هذا النجاح الذي حققه عبد المنعم لم يكن وليد الصدفة، وهو الذي تلقى أبجديات المطبخ المغربي على يد والدته، ليواصل هذا المسار بتكوين أكاديمي احترافي، ويقول عن هذا: "عشقت الطبخ منذ الصغر، وتعلمت أبجدياته على يد والدتي رحمة الله عليها، التي لها الفضل الكبير في ما وصلت إليه اليوم. كما تلقيت تكوينا مزدوجا في تخصص الطبخ والحلويات بكل من مركز التأهيل المهني والسياحي بمدينة أصيلة والمعهد الفندقي التكنولوجي بمدينة طنجة". بعد تحصيل دراسي امتد لأربع سنوات، خاض زروالة تداريب متعددة في عدد من الفنادق والمطاعم المغربية، وأورد في حديثه عن تجربته: "تعلمت الكثير من خلال هذه التداريب التّي قمت بها في مدينتي طنجة ومراكش، وأخرى في محلات لصنع الحلويات؛ وذلك بهدف الجمع بين مهارات صنع الحلويات والطهي في الوقت ذاته". هذا المسار التكويني لعبد المنعم قابله مسار مهني آخر حافل بالعطاء بالمغرب، قبل أن يهاجر إلى المملكة العربية السعودية ليشتغل في قسم الحلويات لمدة ثمانية أشهر، ثمّ يتم تكليفه من طرف إدارة المطعم ليصبح "شيف تنفيذي" لمدة سنتين هناك، ويلتحق بعدها بمطعم ليليا بهونغ كونغ المتخصص في المطبخ المغربي. زروالة أصر على أن يكون مطعمه مغربيا مائة بالمائة، من الأطباق المقدمة إلى الجدران المزينة بلوحات تحيل على التقاليد والآثار المغربية، ويوضح في حديثه: "الإقبال على الأكل المغربي لا يقتصر فقط على السياح العابرين لهونغ كونغ، بل يشمل الصينيين أيضا، نظرا لتميزه وجمالية المطعم وزخرفته". وعن الأطباق التي تلقى إقبالا بمطعمه يقول زروالة: "المطبخ المغربي يتميز بغنى وتنوع أطباقه، كبسيطلة الدجاج والسمك، والكسكس بالتفاية، والمروزية، ومقبلات الخص المشرمل التي أطلقت عليها اسم الحاجة أنيسة، على اسم والدتي رحمة الله عليها، بالإضافة إلى لائحة أطباق من ابتكاري تمتاز بالطابع العصري، ومزج بين ما هو مغربي وعالمي، مع حرصي الشديد على تقديم الأطباق التقليدية باحترام مكوناتها". بهذه التجربة الغنية حل عبد المنعم بهونغ كونغ، لينطلق في تحقيق حلم طالما راوده منذ الصغر في حمل لقب سفير المطبخ المغربي، وحوّل هذا المطعم الذي يشغل فيه منصب "الشيف التنفيذي" من أشهر الوجهات في هذه المحطة السياحية الصينية الثابتة لكل زائر.. يورد "الشيف" المغربي: "الطبخ المغربي يساهم بطريقة مباشرة في الترويج لسياحة بلدنا، وهذا ما ألمسه من خلال التواصل المباشر مع الزبناء الذين يبدون رغبتهم الكبيرة في زيارته".