تحتضن العاصمة البريطانية حاليا معرضين يعكسان ما يتميز به المغرب كأرض للقاء والحوار والثقافة والتبادل الإنساني. ويلهم معرض "الإلهام المغربي" الذي تحتضنه محلات هارودز الواقع بحي نايتسبريدج الزوار، حيث يكتشف البعض منهم لأول مرة الثقافة الأصيلة للمغرب وجذوره الإفريقية والعربية والأمازيغية وانفتاحه على الغرب. "رائع" و"مدهش" و"لامثيل له" هي بعض العبارات التي استعملها بعض الزوار خلال تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء يصفون من خلالها انطباعاتهم بخصوص المعرض المغربي. وقال مارك إليوط (37 سنة) الذي قدم رفقة أطفاله لزيارة هذا الفضاء إن "الكلمات لا تكفي لوصف جمال المنتوجات المعروضة". وأوضح هذا المهندس الذي يعرف المغرب جيدا حيث يقوم بزيارته بانتظام كل عطلة أن "كل المنتوجات المعروضة عبارة عن قطع فنية تجسد جيدا حضارة متجذرة في التاريخ". الرياض، رمز للفن المعماري المغربي يأسر الزوار في الطابق الثالث من محلات "هارودز"، أبدع الحرفيون المغاربة في بناء رياض مغربي تقليدي لفت انتباه الزوار حيث تم تزيين أرضه بالزليج المغربي، فيما زينت جوانب الرياض وسقفه بالخشب المنقوش ووضعت في فنائه نافورة من الرخام. وأوضحت مرية إلينا دي أمات وهي سائحة مكسيكية أكدت إلمامها بالمغرب وثقافته أن "هذا الفضاء مفعم بالهدوء والسكينة ويذكر بحكايات ألف ليلة وليلة". وأضافت السائحة المكسيكية أن "ما أبدعته أيادي الحرفيين المغاربة يفوق كل وصف ويستحق الإعجاب". وخصص منظمو هذا المعرض أروقة لعرض قطع عالية الجودة من منتوجات الصناعة التقليدية المغربية من بينها القفطان، والطرز، والمنتوجات الجلدية والفخارية والنحاسية والمجوهرات المصنوعة يدويا. كما يتم عرض لوحات فنية وصور فوتوغرافية أبدعها فنانون مغاربة، قدامى وشباب. ويعد الطبخ المغربي حاضرا بقوة عبر عرض منتوجاته التي تسافر بالزائر إلى حضارة متنوعة جمعت بين ما هو عصري وتقليدي. الثقافة في خدمة التقارب بين الشعوب وبغض النظر عن الطابع الترويجي لمعرض "الإلهام المغربي" والمعرض الآخر الذي لا يقل أهمية عنه الذي ينظم برواق "بروناي سكول أوف أورينتال أند أفريكان ستاديز"، حول تقاليد النسيج بالمغرب، فإنهما يذكران في هذه الظرفية التي يمر بها العالم بالدور الرئيسي الذي تلعبه الثقافة للتقريب بين الشعوب وتعزيز التفاهم والحوار. وأوضح ادريس أوعويشة رئيس جامعة الأخوين والكاتب العام ل"مروكون بريتيش سوسايتي" في تصريح على هامش معرض "نسج خيوط الحياة: المعرفة الجمالية والمجسدة للناسجات المغربيات"، أنه فضلا عن البعد الجمالي والأكاديمي فإن مثل هذه التظاهرات تساهم في تعزيز فهم التاريخ والثقافات. وأضاف أن معرض رواق بروناي الذي يمكن الزائر من اكتشاف الحضارات العريقة للمغرب والمملكة المتحدة، غني بالدروس الثقافية والتاريخية. ويتواصل هذا المعرض الذي يندرج في إطار سلسلة من الأنشطة الثقافية المنظمة بالمملكة المتحدة في 2011 و 2012 إلى غاية 18 دجنبر المقبل.