تحتضن المحلات التجارية الشهيرة "هارودز" الواقعة في قلب العاصمة البريطانية, لندن, ابتداء من اليوم الاثنين, معرضا ثقافيا فريدا من نوعه يقدم لمحة عن التقاليد والعادات المغربية العريقة. ويعرف المعرض, الذي يستمر إلى غاية 18 دجنبر, بالعلاقة الثقافية الوطيدة القائمة منذ قرون بين المغرب وبريطانيا, كما يقدم للزائر المنتوج الثقافي المغربي إن على مستوى الصناعة التقليدية أو على مستوى العادات والتقاليد الاجتماعية وخاصة منها ما يتعلق بالطبخ آخذا الزوار في رحلة عبر خصائص ومميزات الحضارة المغربية بطريقة حديثة تبرز قدرة المغربي على المزج بين التقاليد والحداثة. في الطابق الثالث من محلات "هارودز", أبدع الحرفيون المغاربة في بناء رياض مغربي تقليدي, وتم تزيين أرضه بالزليج المغربي, فيما زينت جوانب الرياض وسقفه بالخشب المنقوش ووضعت في فنائه نافورة من الرخام. وستخصص أروقة بهذا المعرض, الذي ينضم تحت شعار " الإلهام المغربي ", لعرض قطع عالية الجودة من منتوجات الصناعة التقليدية المغربية من بينها القفطان, والطرز, والمنتوجات الجلدية والفخارية والنحاسية. كما سيتم عرض لوحات فنية وصور فوتوغرافية وألبسة تقليدية أبدعها فنانون مغاربة, قدامى وشباب, فيما أعد المنظمون صالونا فخما لتعريف ضيوف المعرض بتقاليد الضيافة المغربية, حيث يقدم الشاي بالنعاع والحلويات. وبالموازاة مع المعرض, يمكن للزوار العيش لساعات محدودة, أيام السبت والأحد, ابتداء من خامس نونبر القادم, على إيقاع الحياة المغربية من خلال التمتع بنقش الأيدي بالحناء أو تعلم الخط المغربي أو الاستفادة من خدمات مركز للتجميل, والتعرف على المواد التقليدية المغربية للتجميل كزيت اركان وماء الورد. في الطابق الأرضي, خصص مطعم عصري للتعريف بالطبخ المغربي , فيما خصص مطعم أنجز على الطراز المغربي, بالطابق الرابع, لتمكين الراغبين في تناول وجبة الغذاء من التعرف على المأكولات المشهورة في كل جهات المغرب. ويأتي معرض "إلهام المغرب" ليعكس تميز العلاقة العريقة القائمة بين المغرب وبريطانيا , والتي تم تطويرها وإغناؤها على مر الزمن. بالفعل, ما فتئ الاهتمام الذي توليه المملكة المتحدة للثقافة المغربية يتضاعف, ولا أدل على ذلك من ارتفاع عدد السياح البريطانيين وخاصة منهم الشخصيات العمومية المشهورة التي تزور المغرب بصفة منتظمة أو تمتلك مسكنا ثانويا بالمملكة. ويوفر المعرض فرصة للقيام برحلة عبر كل النقط المميزة للرصيد الثقافي والحضاري للمغرب الذي ألهم في مراحل تاريخية المنتوج الثقافي البريطاني حيث أكد باحثون بريطانيون أن شيكسبير استعان في خلق شخصية أوتيلو بشخصية السفير المغربي لدى الملكة إليزابيث الأولى. كما عبر رئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل عن اعجابه بالمغرب من خلال مذكراته ولوحاته الفنية عن جمال مراكش. والآن, ستمكن هذه التظاهرة, التي تقام بفضل شراكة بين سفارة المغرب بلندن ودار الصانع والمكتب الوطني المغربي للسياحة والخطوط الملكية المغربية والمكتب المغربي لتنمية الصادرات, من تقديم التطور الذي يعرفه المنتوج الثقافي المغربي إن على مستوى الصناعة التقليدية أو على مستويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية, على أن المنظمين يتطلعون إلى تنظيم تظاهرات أخرى خلال سنتي 2011 و2012 ببريطانيا.