خلّف الهجوم القوي الذي شنّه عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، على من ينادي بالملكية البرلمانية جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب. وقال يساريون إن "الزعيم الإسلامي بمهاجمته لليساريين يقدم نفسه خادماً جديداً للنظام، بعد الضربات المتتالية التي يتعرض لها تنظيمه السياسي". وقال علي بوطوالة، الكاتب الوطني لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، إن بنكيران اختار هذه المرحلة الحالية بدقة لتوجيه رسائل إلى من يهمهم الأمر، بعدما لاحظ تعرض حزبه إلى نوع من الهجوم والحصار متعدد الأشكال. ورداً على تحذير بنكيران من الملكية البرلمانية وبملك يسود ولا يحكم، أوضح بوطوالة أن هذا الموضوع بالنسبة إلى اليسار "هو رهان إستراتيجي ناتج عن سيرورة ديمقراطية وليس قطيعة فورية أو منحة مفاجئة بين عشية وضحاها، يحصل من خلالها توافق بين الشعب والمؤسسة الملكية". وعلى عكس الصورة التي حاول بنكيران أن يعكسها من الملكية البرلمانية كونها تشكل خطراً على الدولة واستقرار البلاد، اعتبر بوطوالة، في تصريح لهسبريس، أنه من مصلحة الشعب والملكية الوصول إلى مرحلة الملكية البرلمانية لحل عدد من التناقضات الرئيسية التي تُعيق تطور الحياة السياسية بالوسائل السلمية عوض حدوث عنف ومواجهات دامية. ويرى القيادي اليساري أن "مطلب الملكية البرلمانية يأتي غيرة من اليسار على بلاده وبهدف تجنيبها كل أشكال الاحتجاج العنيف التي يمكن أن تخرج على السيطرة وتسير في أفق غامض ومغلق، لا يمكن أن يتنبأ أحد بمآله". وزاد المتحدث: "نحن نطالب، في فيدرالية اليسار، بانتقال تدريجي وملموس نحو الملكية البرلمانية. وهذا لا يعني إحداث قطيعة حاسمة مع الماضي أو شيء من هذا القبيل". مضيفا أن التقارير الدولية "تؤكد أن من أسباب عرقلة التنمية وفشل النموذج التنموي تعود إلى طبيعة النظام السياسي التي لا تتيح المراقبة الشعبية للمسؤولين ومحاسبتهم". من جهته، قال مصطفى البراهمة، الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي، إن بنكيران، من خلال مضمون خرجته الإعلامية الأخيرة، "يعرض نفسه من جديد على المخزن لتقديم خدمات أخرى بعد تلك التي منحها للدولة، سواء إبان مرحلة 20 فبراير أو بعد توليه لرئاسة الحكومة". ويرى البراهمة، الذي يتزعم حزب النهج الديمقراطي المعروف بمواقفه اليسارية الراديكالية، في تصريح لهسبريس، أن مهاجمة بنكيران لليسار وللملكية البرلمانية "ليس بجديد عليه أو على حزبه؛ لأن العدالة والتنمية تم تأسيسه بمبادرة من الدولة لمواجهة اليسار". وكان بنكيران هاجم اليسار المتطرف وبعض اليساريين الذين باعوا تاريخهم مقابل التخصص في مهاجمة حزب العدالة والتنمية، قائلا: "هؤلاء خطر على الدولة أيضا حيتاش يقدرو يديرو أي حاجة.. ياكلو ويبتزو ويهددو ومخاسرين والو حيتاش جاو من الزلط والمواجهات". وأكد رئيس الحكومة السابق أن "اليسار لم يكن فقط ضد الملكية، بل كان ضد الله والوطن والملك، ويعلنون إلحادهم، ولا يعترفون بمغربية الصحراء"، مشيرا إلى أن "المغرب بلد شريف لا يوجد فيه تطرف شيعي، ونحن نحب أهل البيت، والملك محمد السادس أمير المؤمنين".