رغم مضي سنوات كثيرة على الفيلم الأمريكي "كازابلانكا"، الذي حقق نجاحا باهرا لسنوات طويلة منذ إنتاجه سنة 1945، ثم الفيلم الإيطالي "كازابلانكا إكسبريس" عام 1989، فضلا عن فيلم وثائقي بولندي يحمل العنوان نفسه، لازالت مدينة الدارالبيضاء تغري صناع السينما بمختلف بقاع العالم، حيث انتهى فريق عمل عربي هذه الأيام من تصوير المشاهد الأخيرة من فيلم جديد يحمل اسمها، يدخل القاعات السينمائية بعد عيد الفطر. الفيلم السينمائي الجديد "كازابلانكا"، الذي أخرجه المصري بيتر ميمي، ويلعب بطولته الممثلان أمير كرارة وغادة عادل، يجمع بين الرومانسية و"الأكشن"، في حبكة تقود بطلي العمل إلى السفر من القاهرة إلى "كازابلانكا"، إلى جانب تطرقه لقضايا الفساد الذي تعيشه المجتمعات العربية، وذلك حسب ما أفاد به منتج العمل وليد منصور. ورغم نفي منتج العمل تشابه أحداث فيلمه مع النسخة الأمريكية ل"كازابلانكا"، الحائز على ثلاث جوائز أوسكار، إلا أن مصادر هسبريس أكدت أنه "رغم اختلاف الأحداث الفرعية للعملين، إلا أنه يمكن القول إن النسخة العربية مستلهمة من النسخة الأمريكية، وذلك من خلال تغليف قصة رومانسية بأحداث تشويق في الفيلم الجديد العربي". وعن ظروف التصوير في المغرب، أكد وليد منصور، في تصريحات صحافية، أن "طاقم العمل قضى عشرة أيام بالمغرب بين مدينتي مراكشوالدارالبيضاء"، موضحا أن "أمير كرارة صور أغلب مشاهده في العمل بطريقة الأكشن، إلى جانب غادة عادل التي ستظهر بشكل مختلف تماما عن الأدوار التي قدمتها سابقا". ومن الصعوبات التي واجهها فريق العمل فقدان السيطرة على أصوات الدراجات النارية، بسبب استعمالها الكثيف من أهل "مدينة البهجة"، وهو ما كشفه الممثل الأردني إياد نصار، الذي فاجأ جمهوره ب"لوك" جديد، يظهر به لأول مرة من ناحية الشعر. وتعرف أحداث الفيلم السينمائي العربي عودة قوية للممثل المغربي محمد مفتاح، بعد غياب عن الساحة الفنية، لتنضاف إلى تجارب تلفزيونية عربية أخرى؛ وعلق على مشاركته في "كازابلانكا" بالقول: "أنا جد مسرور بمشاركتي في هذا العمل الذي يسلط الضوء على المشاكل التي نعيشها في مجتمعاتنا العربية بسبب الفساد". وردًّا على سؤال يتعلق بغيابه عن الدراما المحلية والعربية، عزا الممثل المغربي ذلك في تصريحات سابقة إلى غياب الحرفية في الإنتاج الدرامي بالمغرب، والظروف الكفيلة بتشجيع الممثل ماديًّا ومعنويًّا، إلى جانب المشاكل التي تعيشها سوريا، والتي أثّرت على قطاع الإنتاج الدرامي فيها، ما حال دون مشاركته في الأعمال العربية السورية، التي أصبح واحدًا من مشاهيرها على نطاق عربي واسع. وتعد مشاركة مفتاح في "كازابلانكا" أول تجربة له في السينما المصرية بعد مشاركتين في الدراما من خلال مسلسلي "باب الخلق" (2012) مع الراحل محمود عبد العزيز، و"مأمون وشركاؤه" (2016) مع النجم عادل إمام.