مبادرات نوعية تقوم بها الجالية المغربية المُقيمة في الخارج من أجل تحسين سمعة المملكة على الصعيد الدولي وتعريف الأجانب بتراثها الأصيل الضارب في التاريخ، لا سيما في ظل الهجوم الإرهابي الأخير على منطقة إمليل الذي اكتسى بعدا دوليا، الأمر الذي جعل الأوروبيين ينظرون إلى المغرب بنوع من التخوّف النسبي. ومن هنا تكمن أهمية الدبلوماسية الموازية الهادفة إلى تشجيع الأجانب على زيارة المملكة. وفي هذا السياق، نجح أحد مغاربة العالم في الحصول على اعتراف رسمي من قبل عمدة مدينة الإسكندرية، الواقعة في ولاية فرجينيا بالولاياتالمتحدةالأمريكية، من أجل جعل التاسع من يونيو من كل سنة يوماً للثقافة المغربية، عبر الاحتفال بالتراث النوعي الذي تتوفر عليه المملكة، كما حصل على الاعتراف من طرف عمدة واشنطن بجعل التاسع والعشرين من مارس يوما مغربياً يخصص لتشجيع المقاولات الاقتصادية الصغرى. محمد حجام، المغربي المقيم في بلاد "العم السام" منذ نحو ثلاثين سنة، قال إن "التجربة ليست وليدة اللحظة، وإنما بدأت خلال السنوات الخمس الأخيرة، حيث كانت تقتصر في البداية على أعمال بسيطة، من قبيل تنظيم بعض المنتديات الثقافية في مجالات الإعلام والمقاولات الصغرى بمدينة الإسكندرية، لكن شئنا أن نمنح هذه التجربة بعدا دوليا يهدف إلى تحسين صورة المغرب لدى الأمريكيين، لا سيما بعد الأحداث الأخيرة التي مسّت المنطقة". وأضاف حجّام، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "العمدة الأسبق لمدينة الإسكندرية ساعدني كثيرا في الإنجاز الذي حققته، فبعد حصولي على مفتاح المدينة منذ أربع سنوات، شرعت في توسيع علاقاتي الشخصية مع المسؤولين في البلدية، بحيث ساعدت العمدة الحالي في الانتخابات التي خاضها، وحينما نجح عقدت معه لقاءات عديدة أسفرت عن منح المغرب يوماً يخصص للثقافة والتراث، على اعتبار أن المدينة تحتفل بالتراث الإيرلندي والاسكتلندي، لكن المغرب يعد البلد الوحيد الذي نال هذا الاستحقاق في منطقة الشرق الأوسط وداخل القارة الإفريقية ككل". وأوضح المتخصص في السمعي البصري أن "بلدية الإسكندرية في ولاية فرجينيا سبق أن منحت مفتاح المدينة للملك محمد السادس سنة 2015، وقد تسلّمه السفير المغربي السابق في واشنطن. ومن ثمة، سنعمل على تنظيم مهرجان للفن الكناوي ذي العروق الإفريقية، إلى جانب الموسيقى الأمازيغية لأن الأمازيغ هم السكان الأولون للمغرب، دون أن نغلق الباب أمام فنون أخرى على غرار الطبخ والفن التشكيلي وغيرها". وأردف المتحدث أن "المغرب يسهر على تنظيم العديد من المهرجانات الدولية كلّ سنة، لكن أعتقد أن العامل الأساسي والمحوري الذي من شأنه جلب السياحة للمملكة هو تنظيم هذه المهرجانات أيضا بدول المهجر، من أجل تعريف الأجانب على البلد بالدرجة الأولى، علما أن مدينة الإسكندرية تتوفر على اقتصاد قوي وتصنف ضمن المناطق السياحية بأمريكا؛ إذ لا يقل المدخول السنوي للفرد عن مائة ألف دولار، وبالتالي فالمواطنون يتوفرون على إمكانيات مالية لزيارة المغرب". وأشار المغربي القاطن في الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى كون "اليوم الوطني في واشنطن يحظى بأهمية موازية، بحيث سيتم تخصيص 29 مارس للمقاولات الصغرى؛ ذلك أن الميزانية السنوية لواشنطن العاصمة تصل إلى 140 مليار دولار، وذلك بفضل الشبكة المغربية الأمريكية التي أشتغل ضمنها".