بالنسبة إلى الشاب يوسف بطيوي المرابط، ابن مدينة طنجة، فإن تربية طيور الزينة هي أكثر من مجرد هواية عابرة؛ بل هي طريقة حياة تمنح صاحبها الكثير من الامتيازات المعنوية وحتى المادية، وتهذّب ذاته ونفسه. يعدّ يوسف واحدا من أكثر مربّي طيور الزينة هوساً بها بمدينة طنجة ونواحيها، ويحاول ما أمكن أن يعرف أكثر بهذه الهواية من أجل إيصالها إلى أكبر عدد من الناس، ليدركوا متعتها وأهميتها أيضا. يقول يوسف موضحا فكرته: "إن العناية بطيور الزينة هو حفاظ بالدرجة الأولى على الثروة الحيوانية الوطنية، سواء منها الطيور المقيمة أو المهاجرة، وبالتالي زيادة الوعي بضرورة الحفاظ عليها وعلى التوازن الطبيعي المرتبط بالغطاء النباتي والمسطحات المائية والأودية". وعن الجانب الجمالي، يضيف المتحدث: "أحمل همّ تعريف الرأي العام بهذه الهواية؛ لأنني أعتبر تربيتها بمثابة لوحة تشكيلية تمتاز بألوانها، حركتها وأصواتها، ويكفي أن يستيقظ الإنسان على صوت تغريدها أحيانا ليقضي يوما مريحا وسعيدا على الأقل من الناحية النفسية". ويعتبر يوسف، عضو جمعية اتحاد طنجة للطيور المغردة، أن "التواصل بين الأندية أو الجمعيات المهتمة بطيور الزينة على الصعيد الوطني شبه منعدم، مضيفا أنه لو كان هناك تعاون حقيقي في هذا الباب فستكون فرصة إيصال الهواية إلى العامة أكثر سهولة ويسرا". ويؤكد المتحدث أن تربية الطيور بالنسبة إليه ما زالت إلى حد اللحظة لم تتعدّ مجال الهواية؛ "لكن أطمح، فعلا، إلى نقلها إلى مرحلة الاحتراف أو حتى المقاولة مستقبلا". وعن الجانب المفيد معنويا في هذه الهواية، فقد كشف يوسف في حديثه لهسبريس أنها "قد تساعد جدا المدمنين بمختلف أنواعهم؛ فالعناية بطيور الزينة واللهو معهم مسألة تأخذ وقتا طويلا، وقد تشغل صاحبها عن الإدمان". ومن أكثر الأمراض فتكا بهذا النوع من الطيور في نظر يوسف هو إصابتها بما يشبه الاكتئاب، ويحدث ذلك خصوصا عندما يغادر مالكها البيت لسبب أو لآخر لمدة طويلة. كما أن حرمانها من الشمس وإبقاءها في البيت لمدة طويلة قد يؤدي إلى أمراض كفيلة بأن تؤدي إلى نفوقها. وبخصوص تغذيتها وأهميتها، يوصي المتحدث بضرورة وجود برنامج تغذية متنوع وكامل؛ "فلا يمكن أن تطعمها الخضروات أو الفواكه بشكل دائم، بل فقط مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، في مقابل برنامج أكلها الاعتيادي الذي يباع في الأسواق، ويحتوي على جميع الفيتامنات اللازمة لها". ونظرا لأن بعض الطيور المغردة معروفة بأثمانها التي قد تصل حدا باهظا أحيانا، فإن يوسف لم يكن استثناء في هذا الباب، حيث كشف أن أغلى طير اقتناه قارب ثمنه المليون ونصف سنتيم، وكان من نوع كاكاطوا، مضيفا أنه تلقى عرضا لبيعه ب3 ملايين سنتيم لكنه رفض ! وعودة إلى الطيور ذات الأثمنة المرتفعة، يوضح المتحدث أن هناك طيرا من نوع "هاياسان" يبلغ ثمنه الأصلي 6 ملايين سنتيم، "هو طائر يوجد ببوليفيا، لكن يمكنني اقتناؤه من إسبانيا بمبلغ 10 آلاف أورو، لكنني طبعا لا أستطيع ذلك؛ لأن الأمر يتطلب ترخيصا من عدة جهات، كالمندوبية السامية للمياه والغابات ومصالح الجمارك، علما أن الإجراءات غير واضحة تماما، بهذا أتخوف من إحضاره كي لا يتم الحجز عليه وأخسر أموالي في الوقت نفسه".