تساؤلات جوهرية وصرخة فنية أطلقها فنانون من فوق ركح المسرح للمطالبة بإصلاح جذري لمدونة الأسرة، من خلال مسرحية "رحمة..الواقع والقانون"، لرفع الحيف والظلم وكل أشكال التمييز ضد النساء وتحقيق التوازن في الحياة الأسرية. مسرحية "رحمة"، التي أشرف على تأليفها محمد بوبو، وأخرجها نوفل براوي، ستنتقل في عروضها التي ستجوب المدن الكبرى والقرى، ضمن قافلة تحسيسية انخرطت فيها جمعية إيسيل للمسرح والتنشيط الثقافي، لفتح نقاش فني اجتماعي جديد حول تيمة تزويج القاصرات ومعاناة النساء بسبب الاختلالات التي تعرفها مدونة الأسرة. سعيد آيت باجا، رئيس جمعية إيسيل، قال في تصريح لهسبريس إن "العرض المسرحي بمثابة صرخة فنية من أجل إعادة الاعتبار للمرأة المغربية، وفتح نقاش جديد حول عدد من القضايا التي تعاني منها". ويضيف الفنان المغربي: "صحيح أن المرأة المغربية قطعت أشواطا مهمة في نيل مجموعة من الحقوق، لكن لا بد اليوم من مراجعة عدد من القوانين من أجل مطابقتها مع الواقع، وفي مقدمتها مدونة الأسرة التي تحتاج إلى إعادة النظر ومراجعة جذرية لبنودها". وعن اهتمام "إيسيل" بطرح قضايا المرأة فوق ركح المسرح، خاصة بعد الجدل الذي أثارته مسرحية "القسمة" لتسليطها الضوء على العادات الاجتماعية المتوارثة التي تحرم المرأة من حقها في الإرث، يقول آيت باجا: "الفنان نبض المجتمع، ودورنا كفنانين طرح بعض الإشكاليات والقضايا الأساسية التي تهم المجتمع المغربي"، واسترسل: "الحب الذي يجمع هذه الفرقة نابع من القضايا التي تطرحها، بالإضافة إلى الفرجة". وتندرج مسرحية "رحمة" ضمن حملة تحسيسية تقودها "إيسيل"، بشراكة مع الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب، للوقوف عند الثغرات التشريعية التي تعتري واقع تطبيق مدونة الأسرة، خاصة المقتضيات التي تعرف فجوات قانونية، سواء على مستوى النص أو التطبيق، المتعلقة بالزواج والنفقة وتدبير أموال الأسرة المتراكمة أثناء الحياة الزوجية أو عقب انحلالها، وزواج القاصر، والتعدد والنيابة الشرعية وثبوت الزوجية والطلاق. يذكر أن مسرحية "رحمة"، التي تقدمها جمعية إيسيل للمسرح والتنشيط الثقافي، تشخصها كل من فضيلة بنموسى ووسيلة صابحي، بنعيسى الجيراري فريد الركراكي، ومحمد الأثير؛ فيما أشرفت على إدارة الإنتاج ماريا فيردو. أما سينوغرافيا فكانت لرشيد الخطابي، بمساعدة سيدي محمد نجاح.