رفض إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، "بعض الممارسات التي يُقدم عليها جزء من السياسيين في موضوع التعليم، حيث يرسلون أبناءهم للدراسة وفق المناهج الأجنبية ويحثونهم على التمكن من اللغة الإنجليزية، فيما يناصرون بقاء أبناء الشعب حبيسي تعليم تقليدي باللغة العربية"، مشددا على "ضرورة التصدي للأمر؛ لأنه لم يعد ممكنا أن تنطلي مثل هذه الأشياء على المغاربة". وأضاف لشكر في الدورة العاشرة للجامعة الشعبية، اليوم السبت بمدينة سلا، أن "المطلب الحقيقي للمغاربة هو العدالة اللغوية لأبنائهم"، مشيرا إلى "إلزامية تدريس أبناء الشعب بنفس المقررات والبرامج التي يتعلم بها أبناء الطبقة الميسورة"، وزاد موضحا بخصوص سجال القانون الإطار للتعليم: "إعادة النقاش في هذا المسألة هو تباطؤ على مستوى تحقيق ما تم الاتفاق عليه مسبقا في دستور 2011". وأورد السياسي اليساري، أن "البنية الثقافية واللغوية مظهر حيوي للهوية الوطنية"، لافتا إلى أنه "يتحفظ عن تحقيق الإجماع، فمثل هذه الأمور لا يمكن دائما أن تحظى بالتوافق الجماعي"، وزاد: "يجب تجاوز من يحاول أن يحبط ملف التعليم من بوابة هوية المغاربة، فتكفي كل الحوارات التي تم الخوض فيها طوال 65 سنة مرت على الاستقلال، والآن مرحلة الفعل". وأردف لشكر، الذي حلّ ضيفا على حزب الحركة الشعبية، أنه "من بين المرتكزات التي وضعها حزبه ضمن تصوره للنموذج التنموي، نجد الثقافة، فالبلاد لن تتقدم دون دعم للتنوع والتعدد في إطار الهوية الوطنية الموحدة"، رافضا "منطق المزايدات التي يتم التعامل بها مع موضوع التعليم؛ وهو ما يضيع الكثير من الوقت على البلاد". وأوضح القيادي الاتحادي أن "المغرب حسم بشكل نهائي مواضيع عديدة، يتقدمها حرف "تيفيناغ" الأمازيغي"، لافتا إلى "العدالة اللغوية هي مدخل يتيح العدالة الاجتماعية، فمن غير المعقول أن توفر لأقلية محظوظة فرص الولوج إلى العلم والإلمام باللغات الأجنبية، فيما يرهن مصير الآخرين بتعليم غير منفتح على العالم". وأبرز المتحدث أن "محور الفوارق الطبقية يمر عبر توفير تكافؤ الفرص على مستوى التعليم، لكي يتمكن كل أبناء البلد من الحصول على المعرفة، مطالبا بمزيد من الحوار المسؤول بين السياسيين".