عبرت ساكنة بلدية بينالمادينا، التابعة لمحافظة مالقا الأندلسية، عن غضبها من موافقة سلطات البلدة على قرار تشييد مسجد للجالية المسلمة المقيمة بالمنطقة، بناء على طلب تقدمت به المفوضية الإسلامية، باعتبارها الممثل الشرعي للمسلمين داخل التراب الأيبيري. وصادقت الحكومة المحلية لمحافظة مالقا، برئاسة الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، على الملتمس الذي تقدمت به المفوضية الإسلامية، رغم امتناع الحزب الشعبي وتنظيم "فوكس" عن التصويت؛ فيما قال عمدة المدينة، بيكتور ناباس، إن السلطات وافقت على قرار منح قطعة أرضية للجالية المسلمة المقيمة بالبلدة بغية إقامة مركز تعبدي لها. وأضاف بيكتور، في تصريح نقلته صحيفة "أ بي سي" الإسبانية، أن مساحة البقعة الأرضية المهداة للمفوضية الإسلامية، التي يترأسها السوري رياض تاتاري، تبلغ 2200 متر مربع، مشيرا إلى أن "الحكومة المحلية تسعى دائما إلى تعزيز مناخ التعايش والاحترام والانفتاح على مختلف الديانات". وقالت أنا مار بيريث لوبيث، وهي مواطنة إسبانية تقطن بالبلدة، إن قرار تشييد المسجد خلف ردود أفعال غاضبة من قبل الساكنة، مؤكدة أن "تخصيص مساحة كبيرة بغرض تشييد مركز تعبدي يعد في حد ذاته احتلالا للملك العام، لاسيما في ظل المطالب المستمرة لإنشاء حدائق ومساحات خضراء وفضاءات ترفيهية". "كفى من بناء المساجد، وليشرعوا في تشييد مدارس ومرافق عامة لصالح الأطفال والكبار"، تقول لوبيث، التي أضافت أن المسجد، الذي سيتسع لما يزيد عن ألف مصلٍّ، سيعرقل حركة المرور بالمنطقة، التي تشهد ازدحاما كبيرا في جل الأوقات، خاصة أنه سيجاور مركزا لإيواء المسنين ومؤسسات تعليمية.