أو عندما يفتي عصيد بجهالة في دين يرفضه صراحة ما كنت أود الانضمام لحملة الكتابات التي كفت ووفت في موضوع " فتوى" الشيخ أحمد عصيد الداعية إلى بتر وإزالة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريف من بعض المقررات الدراسية حتى لا نربي أجيالنا وأبناءنا "على النهج الإرهابي" للسلف الصالح من أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لكن أردت بعد تردد أن أعقب على هذه "النازلة الفقهية" من "عالم جاهل" ينتمي مع الأسف إلى "سوس العالمة" التي شخصيا أتباهى بها أمام المشارقة على أنها قلعة لحفظ كتاب الله وسنة رسوله عليه ازكى الصلاة والتسليم من خلال انتشار عدد كبير من المدارس القرآنية عبر المناطق الجبلية والقرى السوسية على السواء. في الواقع أعتبر أن الرجل أخذ ما يريد من كلامه بحيث تمكن من اكتساب شهرة وأصبح الكثيرون يتحدثون عنه وشغل من لهم غيرة على الدين وعلى رسولنا الكريم، وقد استمعت إلى شريطه التسجيل الأول في المحاضرة التي تعرض فيها لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:" أسلم تسلم" التي كان يضمنها لرسائله لملوك وطواغيت الروم والفرس ومن شابههم من أعداء الدعوة في تلك الفترة، ووقفت على أنه حاول بجهله أن يتفلسف ويتحايل على أنه لا يقصد بالحرف أن العبارة فيها حس "إرهابي" بل يقصد فقط السياق الذي أتت فيه مع العلم أن كلام النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير الصحيح لا يحمل فقط حمولة التهديد اللفظي الظاهري وهو استعمال القوة بل قبل ذلك وبعده أن الدلالة الصحيحة هي إن أسلمت عصمتم أنفسكم من عذاب خالقكم سبحانه وتعلى وسلمتم من بطشه وعذابه يوم القيامة على اعتبار أن الدين الإسلامي الحنيف يتعامل بمنطق العمل في الآخرة للدنيا وليس لتوسيع الملك في الدنيا الفانية. ولأن السيد عصيد "العلماني" أو "اللاديني" أو"الكافر بوجود الذات الإلهية"، وهذا شأنه وهو مسؤول عنه يوم العرض على رب العباد، أقول لأنه يخاف العباد ولا يخاف رب العباد بدأ يناقض جهله الجاهل من خلال تصريحات في أشرطة تسجيلية يتهم فيها من هاجمه نصرة لنبي الإسلام لا تحاملا على توجهه الذي لا داعي أن يجاهر به ويفرضه على مسامع الناس ما دام هذا شأن وحرية فردية كما يدعي هو ومن سبقه أو سار على نهجه، يتهمهم بفهمهم القاصر وتفسير كلامه على غير محمله ومنه التحريض على قتله على شيء لم يقصده!! فلنفرض جدلا أنه لم يقصد نعت الرسول عليه السلام "بالإرهابي" صراحة فهل له أن يشرح معنى كلامه يجب حذف "أسلم تسلم" من المقررات حتى لا نشجع على الإرهاب؟ ألم يطالب أسياده الأميركان بعد أحداث 11 سبتمبر والحرب العقدية على الإسلام السعودية والدول الإسلامية حذف الآيات الكريمة التي يفهم منها أنها تحرض على "العنف والإرهاب"؟ إن المتابع هذه الأيام للأخبار يكتشف أن هناك جهة أو جهات لا أدري بالضبط تحاول المناوشة من خلال التركيز على حقوق الأفراد وحرياتهم في المعتقد؛ حيث تنشر بعض المواقع تقارير عن ملحدين شباب لادينيين يدافعون عن اختياراتهم في المعتقد بل وتم سرد نمادج لأشخاص بأسمائهم ربما الحقيقية وهم يتحدثون عن "خرافة الدين" وعن القرآن الكريم الذي نزهه الله تعالى على أنه ليس بقول بشر واعتبروه " خرافات" لأن قلوبهم الضعيفة التي عليها أقفالها وعمى البصيرة عندهم لا يستطيعون إدراك معاني أبلغ وأعظم كتاب أنزل على أشرف وأعظم إنسان هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وما أثارني أيضا هو أن ينبري بعض نواب الأمة في مجلس المستشارين للدفاع عن هذه "الحريات الفردية" وهم الذين انتخبهم المغاربة لتمثلهم والدفاع عن مقدساتهم الدينية والوطنية وهم الذين يتقاضون رواتبهم من أموال الشعب؛ فقط وصل الأمر بأحدهم إلى تنصيب نفسه محاميا على عصيد وأمثاله ولم يحرك ساكنا للدفاع عن المقدس الديني للمغاربة والمس بزعزعة عقيدتهم التي يعاقب عليها القانون المغربي بالنص، كما ندعوا علماءنا الأجلاء إلى الترفع على إعطاء هذا الشخص أكثر من حجمه وأن لا يعيروه كبير أهمية لأنه لا يمثل إلا نفسه وهو كمن يكنس الأرض ليثير الغبار على وجه السماء فيتسخ وجهه ويبقى وجه السماء صافيا براقا، فنسأل الله له الهداية ومن هم على شاكلته. ونهمس في أذن السيد أحمد عصيد بالقول إنك مهما كنت فأنت ابن سوس العالمة منبع علوم الدين وأهل القرآن والسنة والعلماء الأجلاء، وان والدك، إن كان ميتا رحمه الله وإن كان حيا أطال الله في عمره، لما رزق بك اختار لك من الأسماء اسما غاليا على قلبه" أحمد" وهو لا شك حبا في رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أظن أنك تجرؤ على الجهر أمامه إن كان حيا بلا دينيتك وإلحادك، وإن لم تستح فافعل ما شئت واتق الله في نفسك ولا تلق بها غلى التهلكة وحينها لن تنفعك نظريات العلمانيين الفرنسيين ولا حلاوة الشهرة ولقب المفكر، لأن المفكر الحقيقي هو من يتفكر في خلق السماوات والأرض.