توج ريال مدريد أسبوعاً حافلاً بتسجيله رقماً قياسياً عالمياً في سوق الانتقالات، عندما دفع 100 مليون يورو لقاء حصوله على اللاعب غاريت بايل من توتنهام هوتسبير، وبإعلانه زيادة أرباحه الصافية بنسبة 52 في المائة وانخفاض ديونه. ونجح النادي الإسباني، وهو أول نادٍ رياضي تتخطى عائداته السنوية 500 مليون يورو، في زيادة دخله الموسم الماضي بنسبة 1.3 في المائة، ليصل إلى رقم قياسي يبلغ 520.9 مليون يورو. ومقارنة بموسم الانتقالات الذي أقفل لتوه، كان موسم الانتقالات الصيف الماضي باهتاً، وكانت أبرز صفقاته انتقال لاعب خط الوسط لوكا مودريتش إلى صفوف النادي المدريدي مقابل مبلغ كبير، مع بيع عدد من اللاعبين. وانخفض صافي الدين بنسبة 27.4 في المئة إلى 90.6 مليون يورو، وارتفعت نسبة كلفة الموظفين إلى الدخل بنسبة 47.2 في المئة. وصفقة شراء بايل ستلحق أضراراً بالوضع المالي في ريال مدريد، على الرغم من بيع نجوم آخرين من لاعبيه المميزين، وهي حالات نادرة الحدوث في التاريخ المعاصر للنادي. وانتقال الدولي الويلزي إلى ريال مدريد جعل هذا النادي من أكثر الأندية إنفاقاً هذا الصيف، إذ وصلت نفقاته الكلية إلى نحو 180 مليون يورو. وعوض النادي عن النفقات التي تكبدها، البالغة نحو 115 مليون يورو، ببيعه لاعبين مثل مسعود أوزيل إلى نادي أرسنال وغونزالو هيغواين إلى نابولي. وعمل الانتقال المجاني للاعب كاكا إلى ميلان، على إزالة أجر مرتفع كان يتقاضاه اللاعب البرازيلي. وتثير قدرة ريال مدريد على دفع مبالغ هائلة للاعبين وأجور عالية، غالباً الشكوك بين المنافسين. وجاء شراء بايل في وقت تخضع فيه مالية كرة القدم في أوروبا للتدقيق من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الجهاز الحاكم لهذه اللعبة، الذي فرض قيوداً مالية حتى يضمن أن تنفق الأندية ضمن إمكاناتها المتاحة. وتمتع الملكي مثله مثل الشركات الإسبانية الأخرى قبل وقوع الأزمة المالية التي أصابت إسبانيا، بالتسهيلات المصرفية، مما سمح لرئيسه، فلورينتينو بيريز، وهو من أقطاب شركات الإنشاءات، بتكرار كسر الرقم القياسي لانتقال اللاعبين في النادي. لكن انفجار فقاعة العقارات الإسبانية عمل على تدمير أجزاء كبيرة من القطاع المصرفي، مثل بنك كاجا مدريد، بنك التوفير المحلي الذي ساعد في تمويل العمليات السخية التي كان يقوم بها بيريز. ومع ذلك، لا شك أن النادي يتمتع بسمعة عالمية مكنته من السيطرة على أسعار حقوق البث التلفزيوني والإعلانات. يشكل ريال مدريد وبرشلونة معاً، أكثر من 40 في المئة من القيمة الإجمالية لحقوق البث التلفزيوني المحلي لمباريات كرة القدم في إسبانيا. وتعتبر الصفقة الجديدة التي عقدها ريال مدريد مع شركة طيران الإمارات لرعاية قمصان اللاعبين لمدة 5 أعوام، مقابل نحو 30 مليون يورو سنوياً، من بين أفضل الصفقات التي عُقدت في أوروبا. لكن النجاح المالي الذي حققه ريال مدريد دفع المفوضية الأوروبية إلى التدقيق والبحث فيما إذا كان وضع النادي الضريبي واتفاقية الأرض المعقودة بينه وبين مجلس مدينة مدريد، يشكلان مساعدة غير عادلة من الدولة.