تقرأ له فتظن أنه ما خلق إلا ليكون كاتبا. تسمعه عبر الأثير فتعتقد أنه ما كان له إلا أن يكون إذاعيا. ذاك هو الصحافي القدير والمتعدد والثري سعيد نعام. عرفته قبل أن يقدمني إليه أستاذي حسن بيريش.وحين معه تحاورت،اكتشفت فيه شمولية في الثقافة والرؤى. وكلما التقينا في ندوة أو محاضرة،أرى فيه إعلاميا يملك كل تميزه.ويترك في الآخرين بهاء آرائه. سعيد نعام عاش مجد إذاعة طنجة بقيادة المايسترو الراحل خالد مشبال. مع الكبار اشتغل سعيد نعام. في ظلهم تمرس. من هنا تلك القيم الإعلامية النادرة التي يحملها الرجل وعنها يصدر في كل كتاباته حول واقع الإعلام المغربي. لا يساوم سعيد نعام عن شرف مهنة الصحافة.لانه يدرك جيدا أن الإعلام رسالة واخلاق قبل آليات وإمكانيات. حين قرأت كتابه / مذكراته الرائعة والقيمة: هنا إذاعة طنجة تكونت عندي رؤية أخرى مغايرة عن زمن الإعلام الديمقراطي الرفيع المستوى. كان سعيد نعام بارعا في وصف شمائل زمن الكبار في إذاعة طنجة إبان مجدها الغابر. مثلما كان موضوعيا في طرح آرائه وتصوراته حول الصحافة والكتابة والحس المهني. تعلمت من سعيد نعام أن الإعلام قضية وموقف.