يملك العلماء عينات من الحمض النووي لحيوان الماموث المنقرض والتكنلوجيا الكفيلة لإعادة إحياءه، لهذا قريبا سيعايش الانسان مرة أخرى هذا الحيوان الضخم الذي عمر الأرض خلال العصر الجليدي. سيكون مشروع Colossal التاريخي لإزالة الانقراض هو إحياء الماموث الصوفي، أو بشكل أكثر تحديدا فيل مقاوم للبرد مع جميع السمات البيولوجية الأساسية للماموث. والأهم من ذلك، أن صديق الأرض القديم والبطل الجديد سيكون قادرا على العيش في نفس النظام البيئي الذي تم التخلي عنه سابقا بسبب انقراض الماموث. وحدد العلماء 10 أهداف لإحياء الماموث، أولها لإبطاء ذوبان التربة الصقيعية في القطب الشمالي. ثم منع انبعاث الغازات الدفيئة المحصورة داخل طبقة التربة الصقيعية، أي ما يصل إلى 600 مليون طن من صافي الكربون سنويا. ويصبو الهدف الثالث إلى إعادة الغابات التي تم تجاوزها الآن إلى الأراضي العشبية الطبيعية في القطب الشمالي، والتي تساعد في خفض انبعاثات الكربون. كما أن استعادة سهول الماموث هو هدف أساسي، لانه هو النظام البيئي الذي تخلت عنه البشرية بعد انقراضه. ويطمح العلماء كذلك على تعزيز نظام بيئي يمكنه الحفاظ على دفاعاته ضد تغير المناخ. وأيضا فهم السمات السائدة بين الجينومات المقاومة للبرد. كما أن استعادة الماموت إلى الحياة سيساعد في إنقاذ الأفيال الحديثة من الانقراض. ومن الواضح أن يؤدي نجاح هذا المشروع الضخم إلى تأسيس صلة وثيقة بين العلوم الوراثية وتغير المناخ. فضلا عن تزويد الطبيعة بالمرونة ضد الآثار البشرية الضارة بالنظم البيئية الحيوية. ويعد الماموث الصوفي من الثدييات العاشبة المقاومة للبرد. وهذا يعني أنه مخلوق من ذوات الدم الحار يمكنه البقاء على قيد الحياة في درجات حرارة شديدة البرودة. كانت هذه المخلوقات كبيرة وبطيئة الحركة، لها آذان قصيرة مضغوطة لمنع فقدان الحرارة، معزولة بطبقتين من الفراء الكثيف للحفاظ على دفء الدم، إلى جانب الحفاظ على النشاط والاتساق مع أنشطة الهجرة والبحث عن الطعام. من بين الثدييات العاشبة الكبيرة، يتم التعرف على الماموث الصوفي بشكل أساسي من خلال أنيابه الكبيرة المقلوبة، والتي تستخدم في الحفر وتحديد مكان الطعام. بالإضافة إلى الأنياب، كان لدى الماموث أربعة أضراس ضخمة تستخدم في مضغ المادة النباتية الكثيفة التي يتألف منها نظامها الغذائي، وطوال حياة الماموث، تنمو هذه الأضراس ويتم استبدالها حتى ست مرات. وكان حجم الماموث الهائل ومشيته المدوية وأنماط الهجرة الواسعة من المحسنين النشطين في الحفاظ على صحة منطقة القطب الشمالي. كما كانت سهول الماموث ذات يوم أكبر نظام بيئي في العالم، امتدت من فرنسا إلى كندا وجزر القطب الشمالي إلى الصين. ويجمع العلماء على أن إنشاء نظام بيئي مليء بالأراضي العشبية ستساعد في إنشاء دورة تمنع ذوبان الجليد وإطلاق غازات الدفيئة المخزنة داخل التربة الصقيعية في القطب الشمالي. وكان فقدان الماموث الذي يتحمل البرد على مدى 10 آلاف عام الماضية قد أدى إلى تجريد هذا النظام البيئي من الأراضي العشبية التي كانت تمتص الكربون بكفاءة في السابق.