متابعة من الناشط الحقوقي عبد اللطيف الكرطي من الأفلام الوثائقية القليلة التي ظهرت مؤخرا في الاعلام الرقمي، تؤرخ لحقبة جميلة عاشتها العرائش كمدينةراقية بشكل متحضر بالمنطقة الشمالية للمملكة المغربية، إبان العشرية الثانية من القرن الماضي ، قبل أن تطالها معاول الهدم و التهميش ، من بني جلدتنا اللذين تحالفوا مع لوبي الفساد و لوبي العقار داخل المدينة وخارجها ،من أجل استنزاف خيراتها ،و الإغتناء السريع و تكديس الأموال خارج الوطن، ولو على حساب هدم معالم المدينة التاريخية وتدمير مناطقها الخضراء، و الدوس على كل ماهو حضاري و جميل في المدينة. صحيح ان هذا الوثائقي، ينعش ذاكرة و مخيلة سكان المدينة الاصليين ، الذين عايشوا هذه الحقبة جنبا إلى جنب مع اليهود و المسيحيين ، والذين أحبوا العرائش بحق ، و شاركوا جميعا في تعميرها و الرقي بها إلى مصاف المدن العصرية . في الوقت الذي بات يشكل هذا النوع من الأفلام الوثائقية، وصمة عار على جبين كل المسؤولين الرسميين والمنتخبين اللذين تقلدوا مسؤولية التسيير في هذه المدينة منذ خروج المعمر الى حد الان ، وشاركوا في التخريب العمراني والبيىئي والثقافي والرياضي للمدينة عن قصد او غير قصد. و كذلك فإن هذا الوثائقي ، سيؤرق ضمائر كل الذين سهلوا الهجرة للبدو ، وللآفاقيين القادمين من مناطق بعيدة عن التحضر ، والذين أرسلوا عمدا إلى العرائش للعمل فيها من أجل إدخال بعض سلوكات البدو والعيش الهمجي ،واستنبات دور الصفيح الهامشية لتفريخ العنصر البشىري لأغراض إنتخابية سياسوية، وتنفيذ اجندات لصالح اسيادهم من كلتى الطرفين، وقد عاتوا في الأرض فسادا و تخريبا و همجية ، لايهمهم تحضرالمدينة ولا تنمية مناطقها ،فهدفهم لقمة العيش لابنائهم باي طريقة كانت، وتمكين اسيادهم من الوصول الى مراكز القرار بالمدينة،و الاستفادة من فتات الكعكة الانتخابية و جمع المال الحرام، ولو على حساب معمار و ذاكرة المدينة العريقة بصفة عامة. وقد سبق ان استفادت جهات معينة من مثل هؤلاء الهمجيين في تخريب المدينة ، إبان ما سمي بالاستقلال من حرق البشر وتخريب المدينة، و كذلك أثناء احداث 20 فبراير،حيث جاب هؤلاء المرتزقة شوارع المدينة تخريبا وحرقا ونهبا ،امام مرآى وأنظار المسؤولين ورجال السلطة. وليعلم هؤلاء جميعا من البلطجيين و سماسرة الانتخابات ولوبي الفساد الذي يحمي هؤلاء المرتزقة ، أن التاريخ يسجل ولايرحم أحدا ، وأن المحاسبة قادمة لاريب فيها .