بقلم محمد أبو غيور ثقافيا نحن في قلب أزمة الثقافة .. ثمة أزمة اذن و ليست هي مجرد فترة سالبة نمر بها كما يقولون نتيجة لعدم الاستعداد الكافي أو لعدم تعبئة الطاقات و الامكانيات . الموضوع هو هذه القضية بالذات قضية الأزمة و ليس من قبيل الترف الفكري أن نناقش أحدا ما أو هيئة أو وزارة الثقافة أو حتى اتحاد كتاب المغرب فيما اذا كان واقعنا الثقافي مأزوما أو غير مأزوم .. كما أنه ليس من قبيل التفاؤل أن ننكر وجود أزمة و أزمة ثقافية عميقة .. كما أنه ليس من قبيل التشاؤم أن نقول بوجودها .. فجوهر الأمر بعيدا عن ترف النقاش الفكري و بعيدا عن تفاؤل هو غفلة أو تشاؤم هو عجز .. !! اننا ينبغي أن نتعرف بصدق و موضوعية على حقائق واقعنا الثقافي المغربي حتى نتمكن من التعامل الايجابي البناء معه - فكرا و عملا - متحررين من مختلف الدعاوى العاطفية و الديماغوجية و ثرثرة الموهومين ! ليس هناك كما يقال ثقافة واحدة موحدة داخلها تنوع بل هناك ثقافتان متعارضتان متصارعتان و ان كان داخل كل منهما تنوع .. نعم قد توجد بعض المقاربات و التأملات في اتجاهات بعض صور التنوع في التقافتين المتعارضتين . الثقافة ليست قيمة محايدة بل هي معركة ( مع أو ضد ) هي موقف صراعي في قلب الصراع الاجتماعي العام و لنكن واضحين تماما في هذه النقطة .. هناك ثقافة السلطة التي تسعى لتوحيد و تنميط المفاهيم و التصورات و القيم تكريسا للأوضاع التابعة المتخلفة السائدة .. و هناك ثقافة التغيير و التجديد التي تسعى لتأسيس رؤية سياسية و اقتصادية و اجتماعية علمية هي وعي مناضل من أجل تأسيس واقع انساني جديد أكثر حرية و أكثر عدالة و أكثر ابداعا و انتاجا و سعادة