ميدل ايست أونلاين - أبوظبي - أون مغاربية يقدم كتاب "فن الطهو والأنثربولوجيا" للكاتبة جوي آدابون، قراءة فريدة تجمع بين مناهج العلوم المختلفة في الأنثربولوجيا وعلم الجمال والطهو، ويركز على المذاق والنكهة مستخدماً التفسير الأصلي لنظرية ألفريد جيل "روابط الفن" ومعتمداً على الإثنوغرافيا. ويعتبر الكتاب الصادر عن مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن النكهة تلعب دوراً متكاملاً في الحياة اليومية من خلال اعتباره أن مهارة الطبخ ممارسة فنية، كما يدرس أهمية الجوانب الحسية للطبخ والأكل في الحياة الاجتماعية. فملاحظة ممارسات الطبخ في المكسيك تظهر بأن معنى الطعام يعتمد تماماً على النكهة ويأتي التقسيم الاجتماعي في الدرجة الثانية، حيث تتمحور حياة الأسرة حول تحضير الطعام ويرتبط تقسيم العمل بين الجنسين بالأدوار التي يقومون بها وتكون مكملة لبعضها وليست هرمية. ويحلل الكتاب أيضاً الوظيفة الاجتماعية للنكهة "نكهة الحب" ويصف الخبرات الحسية الأخرى التي ترافق عمليات التحضير والاستهلاك والظروف الاجتماعية المرتبطة ببعض أنواع الطعام والوجبات. حيث يجسد وحدة المفاهيم والمشاعر المحيطة بالطعام، والحب الملازم لتحضير ومشاركة الوجبات على أنها مسألة كونية وموجودة في الثقافات كافة على اختلافها. كما يحتوي الكتاب أيضاً على وصفات تتيح للقراء ممارسة فن الطبخ المكسيكي، وبهذا فهو يعتبر اختياراً رائعاً للمهتمين بفهم الطهو أنثربيولوجياً وللمهتمين بالعلوم الاجتماعية، كما هو مصدر جيد لأولئك الذين يرغبون بتجريب وصفات جديدة. ولدت الكاتبة جوي أدابون في الفلبين، وأمضت طفولتها في مدينة نيويورك، ثم عادت إلى مانيلا. وحصلت على تعليمها في كلية ويليزلي وفي مدرسة لندن للعلوم الاقتصادية، حتى نالت درجة الدكتوراة في الأنثربولوجيا الاجتماعية. وتعرفت خلال الفترة التي قضتها في المكسيك لإعداد هذه الدراسة الميدانية لأطروحتها، بريكاردو مونوس زوريتا وأسهمت في أعماله، وعلى وجه الخصوص قاموس آداب الطبخ وكتابه الأول في الطبخ الذي تناول الفلفل الحار المحشو والذي قامت مؤخراً بترجمته إلى اللغة الإنجليزية. عاشت جوي أدابون في أسبانيا واسكتلندا حيث عملت باحثة فخرية في جامعة سان أندرو، وتعيش اليوم في ألمانيا. أما مترجمة الكتاب ريمة الجباعي، فهي من مواليد سوريا 1971، حاصلة على إجازة في الأدب الإنكليزي من جامعة دمشق، لها عدد من الكتب المترجمة منها: "الحارس الأمين"، "ساحر المطر"، "قصص غريبة من المدرسة العجيبة".